1ـ الشيخ الصدوق يمثل الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بأبويه المعروف بالصدوق مثالاً متميزاً للمرجعية الصالحة لدى الإمامية الاثني عشرية، حيث كان والده علي بن الحسين من المراجع الوكلاء المحليين في عهد الغيبة الصغرى، وإلى جانب نائب الإمام الحجة (عج) الحسين بن روح النوبختي، وهو يحظى باحترام متميّز أيضاً في عالم الحديث لدى الشيعة، مضافاً إلى ما كان يحظى به من احترام متميز لدى الشيعة القميين والرازيين في عصره وهم نخبة الشيعة في إيران كلها، كما انّ أسرته برمتها كانت من الأسر العلمية المتميزة في ذلك العصر. وقد كانت ولادته بين سنة 306 – 311 بدعوة من الإمام المهدي (عج) في قصة معروفة تؤكدها الروايات التاريخية الموثوقة، ولذا فهو بذلك يحظى بقدسية خاصة. وكان يتميز منذ حداثة سنّه بحفظ الأخبار وروايتها بحيث (سمع منه شيوخ الطائفة وهو حديث السن) كما يذكر ذلك الرجالي المعروف بالنجاشي القريب من عصره، كما كان يتميز بكثرة الأسفار والرحلات إلى الحواضر العلمية مثل بغداد والكوفة ونيسابور وبلاد ما وراء النهر ومكة مضافا إلى قم مسكنه والري وهي أصله ومدفنه وغيرها من المناطق. كما كانت له مراسلات كثيرة مع مختلف مناطق العالم الإسلامي مثل واسط وقزوين ومصر والبصرة والكوفة والمدائن ونيسابور وبغداد، بحيث ألف كتباً في هذه الرسائل اختص كل مِصْرٍ منها بكتابٍ. وامتاز أيضاً بكثرة المؤلفات في مختلف العلوم الإسلامية (العقيدة والفقه والتفسير والحديث والرجال والتاريخ) حتى قال الشيخ الطوسي عنه انّ له نحو ثلاثمائة مؤلفاً ورسالة، وبكثرة الشيوخ ومن أخذ عنهم حتى عد بعض المترجمين له مائة وثمانية وتسعين شيخاً من مختلف المذاهب والبلاد الإسلامية. كما عرف أيضاً بالحفظ للحديث والنقد له وللرجال.