ولهم كتبهم في العقائد والفقه والأُصول وأسرار الشريعة والأخلاق والتصوف، وعلوم اللغة العربية وغيرها، وقد نبغ منهم كثير من الفقهاء، وأهل الحديث والرواية، والأدباء، والأصوليين، والمتكلمين، وغيرهم، ولهم أثر واضح في العلوم الإسلامية في مختلف العصور. 2- الشيعة الزيدية، وهم يسكنون اليمن غالبا، ومذهبهم منسوب إلى الإمام زيد بن على زين العابدين، وهو أقرب مذاهب الشيعة إلى مذاهب السنة. ولا ينازع أحد في شأنهم مع كونهم أيضاً ملقبين بلقب «الشيعة». ثم أضاف: إذن، فلا يستقيم القول بأن الشيعة كلها تقول برسالة علي أولوهيته، أو تغالي في شأنه، فإن هذا القول على إطلاقه خطأ، ويجب التفريق بين الشيعة المهتدين، والشيعة الضالين أو المنحرفين، كما يجب الحذر عند سماع أي نقل عن الشيعة، والتحري عن القائل منهم بذلك حتى لا يحمل قول ضال على فرقة مهتدية لم تقله. أيضاً ردّ الشيخ المدني على من انتقد تقليد غير المذاهب الأربعة عن أهل السنة، خصوصا الشيعة الإمامية الذين يعتقدون أن القرآن، قد دخله النقصان، ويروون عن فاطمة أن الذي بقي منه نصف الذي نزل أو ما في معنى ذلك. قال في رده: إن تقليد غير الأربعة جائز شرعا، وواجب المسلم إذا تعذر عليه أن ينال الأحكام من أدلتها أن يسأل أهل الذكر، وليس عليه أن يلتزم مذهبا معينا، إذ لا واجب إلا ما أوجبه الله ورسوله، ولم يوجب الله ولا رسوله على أحد من الناس أن يتمذهب بمذهب رجل من الأمة، قال شارح مسلم الثبوت: «فإيجابه تشريع شرع جديد» ثم قال: «ولك أن تستدل عليه بأن اختلاف العلماء رحمة بالنص، وترفيه في حق الخلق فلو ألزم العمل بمذهب معين كان هذا نقمة وشدة». ثم قال: وأما أن الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله، وإنّما هي روايات رويت في كتبهم كما روى مثلها في كتبنا. وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها وبينوا بطلانها. وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما أنه ليس في السنة من يعتقده. ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب (الإتقان) للسيوطي السني ليرى فيه أمثال