هذه الروايات التي نضرب عنها صفحا. وقد ألف أحد المصريين في سنة 1948 كتابا اسمه «الفرقان» حشاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة، ناقلا لها عن الكتب المصادر عند أهل السنة، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بين بالدليل والبحث العلمي أوجه البطلان والفساد فيه فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضا، فحكم القضاء الإداري في مجلس الدولة برفضها. أفيقال: إن أهل السنة ينكرون قداسة القرآن، أو يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها فلان، أو لكتاب ألفه فلان؟ فكذلك الشيعة الإمامية، إنّما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا، وفي ذلك يقول الإمام العلامة السعيد أبو علي الفضل ابن الحسن الطبرسي، من كبار علماء الإمامية في القرن السادس الهجري، في كتابه «مجمع البيان في تفسير القرآن»، وهو بصدد الكلام عن الروايات الضعيفة التي تزعم أن نقصا ما دخل القرآن - يقول هذا الإمام ما نصه: «روى جماعة من أصحابنا، وقوم حشوية العامة، أن في القرآن تغيير أو نقصانا، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات، وذكر في مواضع: إن العلم بصحة نقل القرآن، كالعلم بالبلدان، والحوادث الكبار والوقائع العظام، والكتب المشهور، وأشعار العرب المسطورة فإن العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه، لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ علوم الشريعة، والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية، حتى عرفوا كل شيء اختلفوا فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فيكف يجوز أن يكون مغيراً أو منقوصاً، مع العناية الصادقة، والضبط الشديد؟». «وقال أيضاً – قدس الله روحه: إن العلم بتفسير القرآن وأبعاضه في صحة نقله، كالعلم بجملته، وجرى ذلك مجرى ماعلم ضرورة من الكتب المصنفة، ككتاب سيبويه والمزني، فإن