الظلام. أضاف أن الفرقة بين المسلمين: ظلت غذاء مناسباً للحكم والحكام قرونا عدة. دأب فيها كل حاكم على استغلالها لتثبيت سلطانه، وتحطيم عدوه. ثم جاءت السياسات الأجنبية فوجدت في هذه الفرقة خير وسيلة لتدخلها، وبث نفوذها ودعم سلطانها وفرض سيادتها. - 5 - ـ الحق كل الحق أنه لا ضرر على المسلمين في أن يختلفوا، فإن الاختلاف سنة من سنن الإجماع. ولكن الضرر كل الضرر في أن يفضي بهم الخلاف إلى القطيعة والخروج على مقتضى الأخوة التي أثبتها الله في كتابه العزيز، لا على أنها شيء يؤمر به المؤمنون، ولكن على أنها حقيقة واقعة، رضي الناس بها أم أبوا. هكذا كتب الشيخ محمد تقي القمي في الأعداد الأولى لمجلة رسالة الإسلام. في مقالة بعنوان «نقط على الحروف – أو مزيد من الإيضاح». هذا المعنى عاد الشيخ القمي إلى التأكيد عليه في مقالة أخرى بعنوان «خلاف نرضاه وخلاف نأباه» . وفيه قال: «هناك فرق بين خلاف وخلاف: هناك خلاف تمليه طبيعة التفكير وتقضيه سنن الاجتماع، ونحن نقبله ونرضاه. وهناك خلاف يصطنع اصطناعاً، ونحن نرفضه ونأباه». إننا نقبل الخلاف الفكري مادام في دائرة معقولة، ونرحب بالخلاف المذهبي لأنه وليد آراء اجتهادية مرجعها الكتاب والسنة أو ما أعطاه الكتاب أو السنة قوة الحجية. ونرحب بما عند الشيعة وأهل السنة، لأنهما تؤمنان بما يجب على المسلم أن يؤمن به، وإن اختلفتنا في مسائل فقهية، وتميزتا في مسألة الولاية والخلافة. ونرحب كذلك بالمعارف الكلامية، لأنها ميدان من ميادين التفكير للمسلم أن يجول فيه. نحن نرحب بهذه الخلافات كلها، بل نعتز كمسلمين بالكثير منها: لأنها إن دلت على شيء فإنما تدل على الحرية الفكرية. ولأنها إن أحسن النظر إليها، تسعد الأمة وتكفل رقيها وتبقى على سلامتها. إن هذه الخلافات في جوهرها تنبئ عن معنى الوفاق. فهي ترتبط