ـ الأُصول المتفق عليها بين أهل السنة والشيعة ومن ثم السعي الدؤوب للتنبيه إلى مساحة المشترك بين الطرفين. ـ رد الشبهات التي تتردد في أوساط أهل السنة بشأن الشيعة ومذهبهم. ـ فيما يتعلق باستنكار فُرقة المسلمين وتمزقهم. فإنه لا يكاد نص في المجلة يخلو من تعبير عنه. وكان البيان الذي أصدره مؤسسو دار التقريب عقب أول اجتماع لهم (30 ربيع الثاني عام 1366هـ) هو أوضح إعلان عن الفكرة. فبعد أن أشار البيان إلى ثراء الفقه الإسلامي، انتقد ممارسات المقلدين والمتعصبين للمذاهب، الذين كلَّت هممهم عن حمل ما كان يحمله سلفهم في العلم والنظر. وهو ما صادف عهود الضعف السياسي وانقسام الأمة الإسلامية إلى دويلات صغيرة لا تربطها رابطة ولا تجمعها جامعة. ومن شأن الضعف السياسي إذا أصيبت به أمة، أن يخيل إلى أبنائها أنهم أقل من سواهم قوة وعلما وتفكيرا، وأنه تركد معه ريح العلم ويفتر نشاط العلماء. بهذا وبغيره- أضاف البيان – تأثر أكثر المشتغلين بالفقه، فحكموا على أنفسهم وعلى جميع أهل العلم في زمانهم بأنهم ليسوا أهلا للنظر والاستنباط، ولا لفهم كتاب الله وسنة رسوله. ومن ثم حكموا بإغلاق باب الاجتهاد، وترتب على ذلك أن وقف الفقه وجمد. وإن تعصب كل منهم لرأى إمام، وزعم أنه الحق وأن ما سواه باطل، وأسرفوا في ذلك إسرافاً بعيداً حتى كان منهم من لا يصلّي وراء إمام يخالفه في مذهبه، ومن لا يزوج ابنته لفلان، أو يتردد في أكل ذبيحة فلان، أو قبول قضاء فلان، لمجرد أنه يخالفه في المذهب. ثم حصروا الأئمة الذين أوجبوا اتباعهم في عدد معين. وهكذا ضاق أفق الأتباع والأشياع مما اتسع له أفق المتبوعين. توقفت عند مقالة في الموضوع نشرها الشيخ محمد الغزالي تحت عنوان «على أوائل الطريق»، استهلها بكلام للمستشرق المجري جولد تسيهر ذكر فيه أن الملك «نادر شاه» (المتوفى سنة 1747م) سَعى جاداً كي يعقد مع الأتراك صلحاً ينقي الجو بين الشيعة والسنة، ويضع حداً للخلاف القائم بين الفريقين. ووضع لذلك مشروعا جيدا كاد يخرج إلى حيز