-2- يستوقفنا في تجربة الأربعينيات أنها بدأت بجهود أحد العلماء الإيرانيين، هو العلامة محمد تقي الدين القمي، الذي قدم من إيران إلى مصر لأول مرة في عام 1937م، والتقى بكبار شيوخها، خصوصاً الشيخين محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر وعبد المجيد سليم الذي كان مفتياً، ودرَّس في الأزهر لمدة سنتين، وشجعه اللقاء مع شيوخ الأزهر على طرح فكرة التقريب، التي خرجت إلى حيز الوجود حين عاد الشيخ القمي إلى مصر لكي يتسقر بها في سنة 1946م، ويؤسس مع نخبة ممتازة من الشخصيات المصرية، دار التقريب بين المذاهب. لقد شكل أول مجلس إدارة لدار التقريب في عام 1947م، وضم عشرين عضواً من تلك الكوكبة التي التقت على الفكرة وتحمست لها في مصر، وكان معهم عدد آخر من العلماء يمثلون الشيعة الإمامية والزيدية. رأس الجمعية في أول تأسيسها أحد كبار المصلحين في مصر آنذاك، هو محمد على علوية باشا الذي كان وزيرا في عدة حكومات (للأوقاف والمعارف) وعينته مصر أول سفير لها في باكستان. وكان من بين الأعضاء الشيخ عبد المجيد سليم رئيس هيئة الفتوى بالأزهر، (صار شيخا للأزهر فيما بعد) والشيخ أحمد حسين مفتي وزارة الأوقاف، والشيخ محمود شلتوت الذي كان عضواً بهيئة كبار العلماء (صار بدوره شيخا للأزهر) والشيخ محمد عبد اللطيف دراز وكيل الأزهر والشيخ عيسى ممنون عضو هيئة كبار العلماء ورئيس الجمعيات الشرعية. والشيخ حسن البنا رئيس الإخوان المسلمين، والشيخ عبد الوهاب خلاف والشيخ على الخفيف، وهما من كبار أساتذة الفقه والتشريع بالجامعة، والشيخ محمد المدني الأستاذ بالأزهر (أصبح وكيلا للأزهر فيما بعد). وإلى جانب هؤلاء كان من بين الأعضاء الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين، والشيخ محمد تقي القمي ممثلا للشيعة الإمامية، وعلي بن إسماعيل المؤيد، والقاضي محمد عبد الله العمري، عن الشيعة الزيدية. وإلى جانب نخبة العلماء الممتازة التي أسست جمعية التقريب وتصدرت أول مجلس إدارة