الدينية، قد أصبحوا في هذا الزمان ينتقمون من المسلمين ما صنعوه إليهم في تلك المدة المديدة من الإحسان، فجعلوا يقتلون رجالهم الصالحين بالفتك والغيلة والقتال، ويقتلون ذراريهم، ويهتكون أعراضهم، ويخرّبون معابدهم وبيوتهم ولا يرقبون فيهم إلا ولا ذمّة وأولئك هم المعتدون. فنسأل الله تعالى أن ينصر المسلمين نصراً عزيزاً، ويجعل لهم من لدنه سلطاناً نصيراً، وأن يخذل هذا القوم الذين لم يراعوا حق المسلمين، ويضرب عليهم الذلّة والمسكنة، ويجعلهم أذلّ الأمم، ونرجو من إخواننا المؤمنين ببلاد إيران وغيرها أن يجتمعوا في الدعاء عليهم بالخذلان، ولإخوانهم المسلمين بالنصر والغلبة. اللهم انصر جيوش المسلمين وسراياهم ومرابطيهم في مشارق الأرض ومغاربها، واخذل أعداءهم وفرّق بين كلمتهم، والق الرعب في قلوبهم، وأنزل عليهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين، وصل على اشرف أنبيائك محمد وآله المنتجبين. حسين الطباطبائي البروجردي ج ـ مشاريعه الخيرية كان السيد البروجردي بحق من مصاديق قوله سبحانه: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً)([8]) فقد كانت له في القلوب محبة عريقة وود أصيل، وفي الوقت نفسه عظمة ومهابة، وكانت مهابته تملأ القلوب، وقد اكتسب ذلك الحب بخدماته الجليلة طيلة عمره لاسيما مشاريعه الخيرية، فقد بنيت بأمره وتحت إشرافه مساجد في إيران وخارجها ومدارس علمية ومستوصفات، حتى أنه (قدس سره) في عام المجاعة في بروجرد بذل جلّ ما يملك للفقراء. ومن أهم مشاريعه العمرانية مسجد (هامبورغ) الذي هو ملجأ لعامة المسلمين في تلك البلاد النائية يقام فيه الجمعة والجماعة، وتحضره عامة الطوائف في.