ب ـ مواقفه السياسية كان السيد الراحل منذ أوان شبابه إلى أواخر حياته ملمّاً بالأوضاع السياسية التي تمر على المسلمين في انحاء العالم، وقد ابتلي المسلمون في أواسط القرن الماضي بفتنة اليهود وإنشائهم لدويلتهم الغاصبة في قلب الأمة الإسلامية وعلى مقربة من أولى القبلتين، وقد كانت هذه الفكرة تراود اليهود منذ عصر الإمبراطورية العثمانية إلى أن أتيحت لهم الفرصة في مختتم الحرب العالمية الثانية حيث أعانتهم القوى الكافرة بتأسيس تلك الدولة الغاصبة، فأخذوا يقتلون المسلمين رجالهم ونساءهم وأطفالهم ويشرّدونهم من أراضيهم إلى أن استتب لهم الأمر بإنشاء دويلتهم عام 1948م، وقد ضبط التاريخ جرائمهم في دير ياسين وغيره مما يندى لها جبين البشرية، وليس جرائمهم هذه الأيام غائبة عن أعيننا فقد أعادوا التاريخ بنفسه. وقد قام السيد البروجردي يومذاك بإصدار بيان يندد فيه بتلك الجرائم النكراء، واحتفلت بسماع بيانه الحوزة العلمية وشارك هو (قدس سره) في ذلك الاحتفال، وقرأ البيان الخطيب المصقع الشيخ محمد تقي الاشراقي (1313 ـ 1368 هـ)، وإليكم نص ذلك البيان: بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله تعالى في السراء والضراء وعلى كل حال، ونشكو إليه ما لقيه أخواننا المسلمون في زماننا هذا من المشركين بباكستان ومن اليهود بفلسطين، ولقد صدق عملهم بالمسلمين ما أخبرنا الله تعالى به في كتابه الكريم: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهباناً وأنّهم لا يستكبرون).([7]) ولكن العجب والأسف كله من صنع اليهود، فإنّهم بعدما كانوا تحت حماية الإسلام والمسلمين قريباً من أربعة عشر قرناً، محفوظين بنفوسهم وأعراضهم وأموالهم وشعائرهم