البعض ورأى في بقاء المذاهب الأربعة اختياراً إلهياً لا يحتاج إلى دليل كما ذكر وأيد العلامة محمد زكريا الكاندهلوي في كتابه (الشريعة والطريقة) نقلاً عن الملاجيون في (التفسير الأحمدي) يقول (والإنصاف أن انحصار المذاهب في الأربعة إنّما هو فضل إلهي، وقبولية من عند الله تعالى لا مجال فيها للتوجيهات والأدلة). ولا تعليق يذكر على هذه الميتافيزقيا الصوفية. 2 ـ من اجتهاداته في الفروع لم يدع العلامة الشيخ محمود شلتوت طوال حياته قارئه أو سائله أو مجتمعه في حيرة، بل كان يجتهد ويفتي، ولا يتردد عن استنباط الأحكام للحوادث الجديدة، والنوازل الطارئة، هكذا كان منذ حمل أمانة العلم، وكان الدليل رائده في الاستنباط، والحق غايته في الفتوى، واجتهاداته في الفروع كثيرة، وله فيها كتب مجموعة، وأقوال مخطوطة، نختار منها القليل الدال على منهجه، والمعبر عن عمق مساهماته في فقه العصر. 1ـ تنظيم النسل سئل الإمام محمود شلتوت عن تحديد النسل أكثر من مرة فلخص وجهة نظره قائلاً: إن كلمة تحديد النسل، بهذا القيد وبمعنى إيقاف النسل إلى حد معين لا يتفق مع أمة تريد النهوض والقوة، واتساع العمران، وكثرة الأيدي العاملة في الزراعة والصناعة، وهو فوق ذلك لا يتفق وما حثت عليه الشريعة الإسلامية من الزواج، وما بينته أيضاً من امتنان المولى على الناس بنعمة البنين والحفدة، كأثر من آثار الزواج مع طمأنينة النفوس على الرزق، … وبذلك ترى أن التحديد بهذا المعنى العام تأباه طبيعة الحياة، وحكمة الحكيم تأباه، وكذلك الشريعة الإسلامية تمنعه ولا ترضاه. أما تحديد النسل بمعنى تنظيمه بالنسبة إلى: ـ السيدات اللاتي يسرع إليهن الحمل. ـ بالنسبة لذوي الأمراض المتنقلة (أي الوراثية). ـ بالنسبة للذين تضعف أعصابهم من مواجهة المسؤوليات.