أ ـ رفض الجمود المذهبي امتداداً لمدرسة الإمام محمد عبده، وأستاذيه الشيخ محمد مصطفى المراغي والشيخ عبد المجيد سليم رأى العلامة محمود شلتوت في الجمود المذهبي عقبة كؤوداً أمام تحريك الواقع وصنعه على عين من شريعة الله، فنعى الجمود، واستبعده من دائرة الفهم الصحيح للإسلام يقول: إن المتأخرين حينما تحكمت فيهم روح الخلاف، وملكتهم العصبية المذهبية، راحوا يضعون من القوانين ما يمنع الناس من الخروج عن مذاهبهم، وانتقلت المذاهب بهذا الوقع عن أن تكون إفهاماً يصح أن تناقش فترد وتقبل، إلى التزامات دينية لا يجوز لمن نشأ فيها ان يخالفها أو يعتنق غيرها، وحرموا بذلك النظر في كتاب الله وسنة رسوله، أو حرموا العمل بثمرة النظر فيهما، ونشأ عن ذلك ان فترت الهمم، ووقف الفقه الإسلامي، واشتغل علماء المذاهب بالانتصارات المذهبية، واختصار المطولات وشرح المختصرات، وهكذا حرم الناس الفقه، وملكة الفقه. ب ـ نقض إدعاء الإجماع على العمل بالمذاهب الأربعة امتداداً لرؤية الشيخ المراغي أيضاً رفض الشيخ محمود شلتوت، من زاوية منهجية وتطبيقية، مقولة الإجماع على العمل بالمذاهب الأربعة، وقال نقلاً عن الإمام أبي شامة (ينبغي لمن اشتغل بالفقه إلا يقتصر على مذهب إمام، ويعتقد في كل مسألة صحة ما كان أقرب إلى دلالة الكتاب والسنة المحكمة، وذلك سهل عليه إذا حصل العلوم ..، وليجتنب التعصب، والنظر في طرائق الخلاف المتأخرة، فإنها للزمن مضيعة، ولصفوه مكدرة، وكما قال شارح (مسلم الثبوت) فإن الاختلاف رحمة بالنص، وترفيه في حق الخلق). وادعاء ابن الصلاح بوقف الفقه على المذاهب الأربعة لا دليل عليه، وللعلامة (محمد شفيع الديوبندي) في كتابه (جواهر الفقه) ملمح لطيف، يقول (إن انتهاء سلسلة التقليد على المذاهب الأربعة ليس بأمر عقلي ولا شرعي، بل اتفاقي محض، … وعندما رأينا أن جميع المذاهب سوى هذه الأربعة قد اندرست لم يبق لدينا سبيل سوى حصر التقليد في هذه الأربعة اضطراراً). وهو قول يحتاج إلى ضبط لأنه غير المذاهب الأربعة من غير أهل السنة بقي قائماً له علماؤه وكتبه، وحصر الفقه فيما جاء عن طريق أهل السنة جمود مردود، بل تطرف