الإنسانية، وذلك كما لو منع الإنسان الماء عن آخر حتى مات، أو ترك مبصر أعمى يتردى في هاوية ولم ينقذه، فالشريعة الإسلامية تحاسب على هذا العمل ولا تعفي صاحبه من المسؤولية، هذا النوع من المسؤولية الإنسانية في زوايا كتب الفقه غير مبرز ويحتاج إلى جهد كالذي بذله الشيخ شلتوت في بحثه فلقيت الشريعة في مؤتمر الفقه المقارن الاعتراف والتقدير، ولقى الشيخ نفسه بهذا البحث تكريماً خاصاً تمثل في اختياره عضواً في هيئة كبار العلماء. الثاني: وهو كما يقول الشيخ شلتوت نفسه لا يقل أهمية عن سابق (هو واجب ربط الفقه بالحياة العامة، ومعرفة رأيه في كل مسألة من المسائل المستجدة، وهو واجب يحتاج إلى تعديل في مناهج الدرس حتى يصنع الفقيه القادر على الاستنباط مع فهم عميق للنصوص والوقائع على السواء) وعندما عين الإمام محمود شلتوت شيخاً بالأزهر طالبه الكثيرون بهذا الإصلاح الذي كان هو من كبار دعاته، ومن المنظرين له، ومن الممارسين في كتاباته لأسسه وقواعده. كتب حسين فوزي ـ عداة تعيين الشيخ شلتوت شيخاً للأزهر في مجلة (المجلة) القاهرية، يقول: (نحن لا نريد للأزهر أن يتحول إلى جامعة علمانية، ولا نطالبه بأكثر من أن يخرج علماء يعيشون في زمانهم، أي في النصف الأخير من القرن العشرين، يفهمونه بقدر ما يفهمون رسالتهم الإنسانية السامية، لأن أداء هذه الرسالة يقتضيهم أن يعرفوا زمانهم تمام المعرفة، وأن يكونوا خبيرين بكل مشكلاته الروحية والمادية). ومن يمن الطالع أن الإمام محمود شلتوت كان في ذاته عالماً مجتهداً، وكانت رؤيته تستوعب المنهج والتفاصيل. 1ـ من اجتهاداته في المنهج العلم منهج وأدوات، قبل أن يكون تفاصيل وجزئيات، وقد تحرك الشيخ محمود شلتوت على مساحات واسعة لتصويت المنهج، وتحديد الأدوات.