العالم وبعثه بسرعة النفخة المعروفة للناس، فانه رجم بالغيب، وتقول على الله بغير حق»([108]). خامسا: يرى أنه ليس في القرآن ما يفيد رفع عيسى بجسمه إلى السماء – يقول الشيخ([109]): «ليس في القرآن الكريم، ولا في السنة المطهرة مستند يصلح لتكوين عقيدة يطمئن إليها القلب بأن عيسى رفع بجسمه إلى السماء، وأنه سينزل منها آخر الزمان إلى الأرض، وأن كل ما تفيده الآيات الواردة في هذا الشأن هو وعد الله عيسى بأنه متوفيه ورافعه إليه، وعاصمة من الذين كفروا وأن هذا الوعد قد تحقق فلم يفعله أعداؤه ولم يصلبوه ولكن وفاه الله أجله ورفعه إليه». ثم قال الشيخ: «إن من أنكر أن عيسى قد رفع بجسمه إلى السماء، وأنه فيها حي إلى الآن وأنه سينزل منها آخر الزمان، فإنه لا يكون بذلك منكرا لما ثبت بدليل قطعي، فلا يخرج عن إسلامه وإيمانه، ولا ينبغي أن يحكم عليه بالردة، بل هو مسلم مؤمن، إذا مات فهو من المؤمنين يصلى عليه كما يصلى على المؤمنين، ويدفن في مقابر المؤمنين، ولا شبهة في إيمانه عند الله، والله بعباده خبير بصير». الفتوى تثير ضجة على الشيخ بعد أن نشرت هذه الفتوى من الشيخ محمود شلتوت في مجلة الرسالة قامت ضجة من بعض العلماء بردودهم على الشيخ في فتواه، ورد الشيخ عليهم وبين ضعف ما استندوا إليه، ووضح أن في كتب التراث رأيين في هذه القضية مبينا مصادره في هذه الكتب، كما ذكر ما يراه جماعة من علماء العصر الحديث لهم مكانة في العلم كبيرة، فذكر أن الشيخ محمد عبده قال وهو بصدد تفسير آية آل عمران: «إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي» ان للعلماء هنا طريقتين: إحداهما وهي المشهورة أنه رفع بجسمه حيا وأنه سينزل في آخر الزمان فيحكم بين الناس بشريعتنا ثم يتوفاه الله تعالى، والطريقة الثانية أن الآية على ظاهرها المتبادر منه وهو الإماتة العادية، وأن الرفع يكون بعده وهو رفع الروح.