من الناس. فيبين الشيخ محمود شلتوت أن كثيرا من الناس يفهمون كلمة «القدر» التي وردت في القرآن الكريم على معنى أن الإنسان لا اختيار له في أفعاله والصحيح غير ذلك، يقول الشيخ([103]): «القدر الذي جاء في القرآن الكريم مضافاً إلى الله مثل قول: «إنا كل شيء خلقناه بقدر»([104]). وقوله تعالى: «وما ننزله إلا بقدر معلوم»([105]) وقوله تعالى: «والذي قدر فهدى»([106]) وغير ذلك، يرجع معناه إلى أن الله خلق هذا الكون على سنن مضبوطة، ومقادير معينة، ولم يكن صادرا عن طريق الصدفة التي لا تعتمد على نواميس يجرى عليها، ويسير على مقتضاها، ويؤدي بها مهمته، ولا توجد في القرآن كلمة «قدر» بالمعنى الذي يفهمه كثير من الناس، والذي يرجع إلى أن الإنسان مجبور في أفعاله بحيث يكون مقهوراً عليها. والقدر بالنسبة للإنسان معناه أنه خلقه بإرادة وحرية واختيار فيما كلفه به من أعمال الخير، والبعد عن أعمال الشر، وكل نصوص القرآن تدل على ذلك دلالة واضحة، واختيار الإنسان أساس لتكليفة ومحاسبته، ومحال أنه يكون مجبورا على فعله ثم يكلف ويثاب أو يعاقب على ما لا يستطيع صرف نفسه عنه وعلم الله بما سيكون من الإنسان باختباره وإرادته يحقق معنى الاختيار وينفي القهر والجبر، وصفة العلم صفة كشف وليست صفة تأثير». رابعا: يرى وجوب تنقية التفسير من الإسرائيليات وذكر مثالا للإسرائيليات ما قيل عند تفسير قوله تبارك وتعالى: «وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم»([107]) قال الشيخ: «ومن أغرب ما قيل في حقيقتها أنها إنسان وأنه علي – رضي الله عنه – وقيل إنها ولد ناقة صالح فر هاربا حينما عقر القوم أمه، وانفتحت له في طريقه صخرة فدخلها ثم