لوقوع حادث فيه فليستنحس كل يوم لما يقع في الأيام كلها من أحداث، وما أولج الليل في النهار، والنهار في الليل إلا لايلاد الحوادث، ولا تأثير لما يقع فيها من أحداث، ولا شأن للوقت أو المكان أو الأشياء في نحوسة أو سعود. «نعم لبعض الأوقات شرف ترجع إليه في نظر الشرع مضاعفة الجزاء لعاملي الخير أو الشر، ولكن شرف الأوقات الذي يضاعف به جزاء العاملين شيء، ونحوستها وسعودها باعتبار ذاتها، وعلى وجه يعم الناس جميعا، شيء آخر، لا يعرفه الإسلام، ولا يبيح لأحد أن ينسبه إليه»([99]). ثانياً: يرى أنه لا حرمة في البحث عن حقيقة الروح يبين الشيخ أن الروح لا تزال حقيقتها من الأمور الغيبية التي لم يتوصل الإنسان إلى معرفتها إلا أن هذا ليس مانعا من البحث عن حقيقتها، فلم يقم دليل على تحريم البحث بشأنها، يقول الشيخ: «فلا تزال حقيقتها من الغيب الذي لم يكشفه الله للإنسان، وهي في ذلك ككثير مما ينتفع به الإنسان بآثاره دون أن يعرف كهنه، وباب البحث عن حقيقتها مفتوح لم يمنع منه نص ديني، ولا حجة للقائلين بحرمة البحث عنها في قوله تعالى: «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي»([100]). فقد رجح بعض العلماء أن المراد منها في الآية القرآن نفسه، وقد سماه الله روحا «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا»([101]) وسابق الآية ولا حقها يرشد إلى صحة هذا الرأي. وإذن فلا يتعين أن يكون المسؤول عنه هو روح الحياة، على أنه لو كان هو روح الحياة فليس في الآية أكثر من أنها من أمر الله، وهو لا يمنع البحث عن حقيقتها»([102]). ثالثا: يرى الشيخ شلتوت أن معنى القدر الذي جاء في القرآن ليس معناه كما يفهم كثير