وكذلك عند ذكر آراء العلماء في إيقاع الطلاق ثلاثاً بكلمة واحدة في وقت واحد يذكر أن من القائلين بأنه يقع طلقة واحدة رجعية فقهاء الشيعة الزيدية، وأن بعض الإمامية يرى أنه لا يقع به شيء([95]). من أفكاره في التفسير أولا: اهتم الشيخ شلتوت ببيان التحريف الذي يحدث من البعض في فهم القرآن، فنراه يبين أن بعض الناظرين في القرآن يروج لحصول التشاؤم، ويحرف معنى بعض الآيات القرآنية، ليدلل على ما يروج له. يقول الشيخ: «وقد تعلق بعض الناظرين في القرآن المروجين لسنة التشاؤم الفاسدة، بقوله تعالى في وصف العذاب الذي نزل بقوم عاد «إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصرا في يوم نحس مستمر»([96]). «فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات»([97]). «وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما»([98]) وقالوا إن القرآن يرشد بهذه الآيات إلى أن الأيام نحساً وسعوداً، وأيدوا بهذه الآيات ما نسبت روايته عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لابن عباس (رضي الله عنه): «آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر». ثم قال الشيخ محمود شلتوت: «وقد عرض الألوسي في تفسيره للروايات التي افتعلت ترويجا للتشاؤم بالأيام وللتفاؤل بها، ويعجبني قوله في هذا المقام: ويكفي في هذا الباب أن حادثة عاد استوعبت أيام الأسبوع كلها، فقد قال سبحانه: سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما» فإن كانت نحوسة الأيام لذلك فقل لي: أي يوم من الأسبوع خلا منها؟ قال الشيخ: «والحق – كما قال – إن كل الأيام سواء ولا اختصاص ليوم بنحوسة ولا لآخر بسعد، وإنه ما من ساعة من الساعات إلا وهي سعد على شخص، ونحس على آخر، باعتبار ما يقع فيها من الخير على هذا، ومن الشر على ذاك فإن استنحس يوم من الأيام