الموافق 13 من ديسمبر 1963م. وبوفاته ختمت حياة حافلة لعالم من أكبر علماء الأزهر الشريف، من أعظمهم شهرة ومن أكثرهم نشاطاً في الدعوة إلى الله، ونشر الثقافة الإسلامية، المبرأة من التعصب الممقوت، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه خير الجزاء على ما قدم لأمته الإسلامية من العلم النافع. مؤلفات الشيخ شلتوت تنوعت نواحي التأليف عند عالمنا الكبير، وتعددت حتى بلغت 26 مؤلفاً مطبوعاً، منها ما ألفه في علم التفسير وله في هذا عدة أجزاء في مجلد، لكنه لم يتم، وله بحث في حكم الشريعة في استبدال النقد بالهدي، ورسالة في القرآن والمرأة، وبحث في القرآن والقتال، وبحوث أخرى بعناوين: هذا هو الإسلام، وعنصر الخلود في الإسلام، والإسلام والتكافل الاجتماعي، وفقه السنة، وفصول شرعية اجتماعية، وله محاضرة في حكم الشريعة الإسلامية في تنظيم النسل، ورسالة في الدعوة المحمدية، وفقه القرآن والسنة الجزء الأول، وتوجيهات الإسلام، والإسلام والوجود الدولي، ومقارنة المذاهب في الفقه بالاشتراك مع الشيخ محمد علي السايس، وله كتاب الفتاوى، وكتاب الإسلام عقيدة وشريعة.([79]) الشيخ شلتوت فقيهاً على الرغم من أن الشيخ محمود شلتوت تعددت مواهبه العلمية في مجالات مختلفة، فنراه مفسراً للقرآن الكريم، ومشتغلاً باللغة العربية حتى اختير عضواً في المجمع اللغوي بالقاهرة، ونراه كذلك ناشراً للثقافة الإسلامية عن طريق الصحف والإذاعة، وداعياً إلى الإصلاح، فإننا مع ذلك نجد أنه غلبت عليه صفة الفقيه، ولعل ذلك يرجع إلى نشاطه العلمي الذي قام به بعدما نقل من معهد الإسكندرية الديني إلى القسم العالي بالقاهرة، وتمثل هذا النشاط العلمي في قيامه بالتدريس لمادتي: الفقه والأُصول، وقيامه أيضاً بالتأليف في مجال المسائل الخلافية ومقارنة المذاهب الفقهية الإسلامية، وتصدى للفتوى في المسائل التي ترد إليه