الأزهر صفحة جديدة وأنشئت لأول مرة في تاريخ الأزهر للفتيات. وخطا الأزهر في سبيل إنشائها خطوات موفقة. وكان الحدث الأكبر هو انشاء كلية البنات الإسلامية التي تطورت فأصبحت جامعة للبنات تتشعب فيها الدراسة إلى شعب للدراسات الإسلامية والعربية والاجتماعية والمعاملات والإدارة والطب وغير ذلك. كما حرص القانون على تعليم اللغات الحية بدءاً من المرحلة الابتدائية، وتذويب الحواجز بين التعليم الأزهري والتعليم العام نهائياً في كل المراحل. وكانت الحسنة الكبرى بصدور هذا القانون ـ أن ظهرت جامعة الأزهر للنور، وعلى وجه الخصوص ظهرت الكليات العملية الجديدة بالأزهر بجانب الكليات النظرية التي كانت موجودة قبل صدور القانون وهي الشريعة وأصول الدين واللغة العربية. وعلى وجه العموم فلسنا بصدد دراسة هذا القانون الصادر في عهد الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت غير أنه ينبغي أن ننبه إلى أنه من أعظم القوانين في تاريخ الأزهر، وأول خطوة رسمية في تمكين الجامع الأزهر من مسايرة التقدم العلمي والاجتماعي في العصر الحاضر وفي تزويد طلابه بما يجب أن يحيط به طالب الأزهر من علوم الحياة ومن حرية البحث وتنمية الملكات. حياة الشيخ العلمية لو استعرضنا في هذه الترجمة الموجزة النشاط العلمي للإمام الأكبر الشيخ شلتوت منذ كان مدرساً بمعهد الإسكندرية الديني لوجدنا أنه متعدد الجوانب. فقد كان رحمه الله يقوم بالمواعظ الدينية في كل المناسبات. وكان للشيخ جمهور من المثقفين يتوافدون من كل مكان للاستماع إلى محاضراته وخطبه في مسجد الأمير محمد علي متحدثاً عن وقائع الزمن، وداعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بأسلوب شيق يأخذ بالألباب. وأحاديثه التي كان يلقيها كل صباح في الإذاعة المصرية تعتبر قبساً من نور النبوة، وكان لها أكبر الآثار في نفوس الناس عامة حيث كانت الإذاعة تنقلها إلى أقصى البلاد في مصر والعالم العربي. وأما محاضراته الموسمية في تفسير القرآن الكريم بدار الحكمة ودور التعليم والجمعيات والهيئات فحدث عنها ولا حرج.