فقد خلا من العصبيات التي فرقت وحدة المسلمين وجعلتهم شيعاً وأحزاباً. أيها الأخوة الكرام إن مما يؤسف له أنه مضت على قضية فلسطين السنوات تلو السنوات، ولا يزال البطش الإسرائيلي مستمراً على الشعب الفلسطيني البطل الذي يطالب باستعادة أرضه المغتصبة على مدى أكثر من نصف قرن من الصراع. واليوم وقد بلغ البطش الإسرائيلي مداه على أطفال الحجارة يحصدونهم حصداً حتى بلغت المواجهة ذروة كريهة من العدوان الجبان غير المتكافئ بين أطفال الحجارة الصغار المكشوفين، وعسكريين محصنين ومسلحين بأسلحة الحرب الحقيقية من صواريخ وطائرات للإغارة ودبابات ومدافع بعيدة المدى وأنواع القذائف القتالية التي لا تقتل فحسب وإنّما تمزق القتيل إرباً إرباً. أيها الأخوة إن الأمر يستلزم منا جميعاً وحدة الصف الإسلامي وتوحيد الكلمة والجهود الكبيرة للحفاظ على المقدسات الإسلامية وحمايتها من الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية. لذلك أصبح من الضروري في هذا الصدد أن يتواصل الدعم العربي والإسلامي لكفاح ونضال الشعب الفلسطيني سواء من خلال الانتفاضة أو من خلال تقديم المساعدات اللازمة للمفاوض الفلسطيني حتى يستطيع الوقوف على أرض صلبة في مواجهة العدو الغادر والمماطلات الإسرائيلية. أيها الإخوة يقول الله في كتابه الكريم عن بني إسرائيل (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون). وهذه شهادة ربنا فيهم وهو العليم بنفوسهم .. فاثبتوا أمامهم، واقعدوا لهم كل مرصد، واعلموا أن الاستشهاد في سبيل الله حياة، والمسلم يتمنى الموت في ساحة القتال واليهودي لا يتمنى الموت أبداً … يقول الله عنهم (ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين). أيها الإخوة لقد جعل الله مقاليد نصركم في أيديكم.