بإيران، وأمين السر العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية ـ القاهرة. وفيما يلي نص الخطاب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فقد اطلعت عند عودتي من لبنان إلى القاهرة على النداء البليغ الذي أصدرته جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى العالم الإسلامي بشأن قضية فلسطين، فابتهجت به كثيراً، وقدرت الروح العالية والعاطفة الشريفة الباعثة على إصداره، فأقدم لحضرتكم ولحضرات أعضاء الجماعة الكرام أجزل الشكر والثناء. ولا ريب عندي في أن العالم الإسلامي قاطبة سيلبي هذا النداء، نظراً لما عرف به أعضاء الجماعة المحترمون من الغيرة الإسلامية والحمية الدينية، ولما يتمتعون به من منزلة سامية ومقام محترم بين جميع المسلمين. وتفضلوا يا صاحب السماحة بقبول خالص الشكر ووافر الاحترام. التوقيع محمد أمين الحسيني 28 محرم 1367 (11 ديسمبر 1947) ومما تقدم يتبين أن جماعة التقريب كانت ترى أن الشعوب الإسلامية أمة واحدة، ربها واحد ورسولها واحد، ودينها واحد. كما كانت ترى أن القرآن الكريم والسنة المطهرة هما أساس الدين فبهما تقررت قواعده وإليهما المرجع في كل شأن من شؤون الحياة. وكان دور الشيخ شلتوت في إنجاح هذا العمل الذي لو تحقق له النجاح لعاد على المسلمين بالخير الكبير ووقاهم من الشرور الكثير والخطير. كما كان دور الشيخ شلتوت الدعوة إلى الجماعة محاضراً وكاتباً، وفي ظلالهما اصدر تفسيره لكتاب الله منذ أن توفر عليه عام 1949م، وقد ظهر معظم التفسير منجماً على صفحات مجلة (رسالة الإسلام) لسان حال جماعة التقريب ويتميز هذا التفسير بأنه تفسير للمسلمين أجمعين، وليس وقفاً على مذهب معين من المذاهب الفقهية ولا يميل إلى لون خاص من ألوان العقيدة الكلامية، ولا لاتجاه خاص من اتجاهات أهل الظاهر أو أهل الباطن،