أيها المسلمون إن جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية. لتعلن باسمكم، وهي تمثل جميع طوائفكم، وشعوبكم شديد استنكارها لما يراد بالوطن الإسلامي من الاعتداء على فلسطين بالتقسيم وندعوكم جميعاً للجهاد في سبيل دفع هذا الخطر الداهم متماسكين، متعاونين باذلين كل ما تملكون من أموال وأنفس وجهود، لا فرق في ذلك بين طائفة وطائفة ولا بين شعب وشعب فالجماعة ترى ـ كما يرى كل مسلم عارف بدينه ـ أن الشعوب الإسلامية على اختلاف أجناسها أمة واحدة ربها واحد ورسولها واحد ودينها واحد، وأن كل قطر مسلم إنّما هو جزء مقدس من الوطن الإسلامي، فإذا تعرض لخطر المستعمرين كان حقاً على المسلمين جميعهم في مختلف الأقطار أن يدفعوا هذا الخطر. أيها المسلمون إن تاريخكم حافل بالمثل العليا للعزة والإباء والتضحية، ولقد كان سلفكم، على قلتهم في العدد والعدد والأموال، يقاتلون قوماً أشد من أعدائكم مراساً وأقوى بأساً، يدفعهم إلى ذلك إيمان لا يتزلزل، وثقة في الله لا تتحول، فنصرهم الله واستخلفهم في الأرض ومكّن لهم دينهم وجعلهم أئمة يهدون بأمره لما صبروا (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). أيها المسلمون لقد تضافر أعداؤكم على باطلهم فلا تفشلوا عن حقكم، ولا تكونوا غرضاً ترمَون ولا تَرمُون، ويغار عليكم ولا تغيرون، فإنه ما غزى قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، واثبتوا أمام عدوكم واقبلوا تحديهم، واقعدوا لهم كل مرصد .. وانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وقد وعدكم الله وعد الحق إذ يقول: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) والمؤمنون الذين وعدهم الله هذا الوعد هم الذين ذكرهم الله جل شأنه في قوله: (إنّما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون). أيها الأخوة بعد إذاعة ما جاء في البيان على العالم الإسلامي في ديسمبر 1947م ورد إلى دار التقريب بين المذاهب الإسلامية خطاب من حضرة صاحب السماحة الحاج محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر إلى حضرة صاحب السماحة الأستاذ محمد تقي القمي عالم الشيعة الإمامية