2- لا تمد الجماعة يدها إلا إلى أقرب المذاهب الإسلامية التي تعتقد العقائد الصحيحة للإسلام والتي يجب الإيمان بها. 3- الآراء والأفكار التي لا صلة لها بالعقائد الصحيحة لا تؤدي ولا تدفع إلى التقاطع والتناحر، وإنّما يعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه. 4- العمل على تبصير المسلمين بدينهم وقطع أسباب الخلاف والتفريق بينهم. 5- بيان ما هو عقيدة يجب الإيمان بها وما هو معارف لا يضر الخلاف فيها وأن من بين هذه المعارف ما يظن أنه من العقائد وهو ليس منها عند التحقيق. والغرض من جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية أن تكون مركزا إسلاميا لهذه الفكرة تتمركز فيه جهود جميع المعنيين بها في أنحاء العالم، وتتبادل بحوثهم وأفكارهم وعلومهم في رفق وحسن تقبل فيتهيأ لها جو من البحث العلمي الخالص على ضوء القواعد الإسلامية الصحيحة. وحينئذ تتجلى أمام المسلمين أسباب الخلاف فيما وراء العقائد الدينية والأحكام التشريعية فيعالجونها ويصلون في المسائل أو النظريات الخلافية نفسها إلى الرأي الصحيح الذي يهدي إليه العقل والدليل، فإذا جاء بعد ذلك مالم تجتمع عليه القلوب أو تقطع به الأدلة كان أمره بعد ذلك هينا لا ينبغي أن يقضي إلى التقاطع والتناكر والتقاذف وإنّما هو خلاف في الفروع تبعا لاختلاف الإفهام ومعرفة الأدلة، وبذلك يتبادلون الاحترام والمودة والتعارف والتعاون كما هو شأن المؤمنين المخلصين. ولما كان الشيخ شلتوت يتطلع إلى تحقيق الوحدة الإسلامية كما تطلع ويتطلع إليها غيره، لأنه أدرك الخسارة الفادحة التي لحقت بالمسلمين من جراء الفرقة والتنازع والاقتتال الذي أدى إلى ضعفهم وتكالب الأمم الغربية المستعمرة عليهم وقد مزقتهم العصبيات والفروق المذهبية والخلافات الطائفية قيد اجتهاده في جماعة التقريب بين طائفتي أهل السنة والشيعة وظل مع زملائه في الفكرة يقوم بواجبه نحو التوفيق والتقريب. ولإيمانه بالفكرة اقترح في إحدى جلسات الدار أن يعتبر السنة والشيعة المشتركون في الجماعة مذاهب إسلامية لا طوائف أو فرق. وهو الذي كتب المقدمة العلمية المعروفة لتفسير مجمع البيان