مبتغين من ذلك تأليف قلوب المسلمين وتوحيد أمتهم وجمعهم على كلمة سواء ونبذ التعصب البغيض الذي يفرق شمل الأمة لكي يعود المسلمون كما كانوا أمة واحدة رائدها إعلاء كلمة الله وغايتها إعزاز دين الله ونشر شريعته، وإبلاغ العالمين رسالة خاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وسلم). ولقد جمعت هذه الجماعة صفوة من أهل العلم والدين والرأي عند أهل السنة والشيعة وفي مقدمة هؤلاء المغفور لهم: فضيلة الشيخ/ محمد مصطفى المراغي والشيخ مصطفى عبد الرازق والشيخ عبد المجيد سليم والشيخ شلتوت وكلهم قد تولى منصب مشيخة الأزهر. ومن الشيعة المغفور لهم الإمام الأكبر الحاج أقا حسين البروجردي الزعيم الأكبر لعلماء الشيعة بإيران ويسمى آية الله الكبرى والإمام الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء الشيعي العراقي والسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي الشيعي اللبناني والشيخ العلامة محمد تقي القمي الذي كان أول من دعا إلى هذه الفكرة وإلى تأليف هذه الجماعة، وهو عالم من علماء الشيعة الإمامية بإيران جاء إلى مصر وألتقى بالعلماء والمثقفين وعرض عليهم فكرته فوجد أذانا صاغية وقلوبا واعية وأعينا مبصرة ووجد ترحيبا وإقبالا وتشجيعا وقد أعتنق هذه الفكرة الألوف من مختلف البلاد الإسلامية فانتسبوا إلى جماعتها. وكان من أثر هذا التقارب وجهود المؤسسين لجماعة التقريب ومنهج الشيخ شلتوت رحمه الله أن قرر الأزهر دراسة المذهب الشيعي الأمامي الزيدي في كلية الشريعة كما أن جامعة إيران أدخلت دراسة فقه السنة في كلية «المعقول والمنقول» بها وكانت للدار مجلة ربع سنوية تصدر باسم «رسالة الإسلام» تصدر في معظم أعدادها ببحث في التفسير لفضيلة الشيخ محمود شلتوت. والمنهج الذي سارت عليه جماعة التقريب بين المذاهب يتمثل فيما يأتي: 1ـ أن جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية لا تريد المساس بالفقه الإسلامي ولا إدماج بعضها في بعض بل هي ترى في هذا الاختلاف الفقهي مفخرة للمسلمين لأنه دليل على خصوبة في التفكير وسعة في الأفق، واستيفاء، وحسن تقدير للمصالح التي أنزل الله شريعته لكفالتها وصونها.