وأصبحت رسالة الدار محل التقدير والتنفيذ»([61]). وكان يرى الشيخ شلتوت ومن معه أن فكرة التقريب بين المذاهب تقوم على أساس التعارف العلمي وتضييق شقة الخلاف وليس معناها التوحيد بين المذاهب وإنّما التقريب المقصود هو أن لا يصل الخلاف في الفروع إلى حد العداوة فالتقريب اتجاه جاد داخل الإسلام مجرد من اللون الطائفي أو الإقليمي للتخلص من العداوة المتبادلة بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة والعمل على صيانة وحدة الأمة الإسلامية، والتقريب مرتبط ارتباطاً تاماً بوحدة الأمة المسلمة، ويسعى لإنقاذ الوحدة الإسلامية من عوامل الهدم والمكايد التي يدبرها للإسلام أعداؤه، وليس التقريب انتصارا وغلبه لمذهب على أخر، وليس إدماجاً لمذهب في آخر، وليس تقريبا بين الأديان المختلفة، وإنّما يقوم على التسليم بحقوق وواجبات عامة للمسلمين في كل مكان بغض النظر عن مذهبه وجنسيته ولونه وكذلك اعتقاد أخوة المسلم للمسلم لأنها أخوة في الله، فليس بين المسلمين خلاف في الأساسيات والأُصول العامة وإنّما الخلاف في الفروع فحسب([62]). ومن أجل هذه الأفكار البناءة أنشأت جماعة التقريب بين المذاهب في القاهرة سنة 1948. جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة([63]) أنشئت هذه الجماعة في القاهرة سنة 1948 واستمرت حتى عام 1970م وقد أنفتح بها باب للمسلمين عظيم من الأمل في توحيد صف المسلمين على اختلاف مذاهبهم في جميع أنحاء العالم فقام المخلصون من هذه الأمة المحافظون على دين الإسلام بتأليف هذه الجماعة