تعالى: يكتفون بما قرره القرآن في العقائد والأخلاق والقصص ولا يحاولون التوسع فيه ولا السؤال عن تفصيلة وما كانوا يسألون إلا عن آيات الأحكام ذات الوجهين في الدلالة وإن منهجهم في ذلك لهو المنهج السليم الذي يندرئ به الخلاف الضار في أصول الدين وتقمع به العصبية العمياء التي تقطع أواصر الأخوة بين المسلمين([59]). فقد جعلوا القرآن إمامهم ودستورهم والهادي لهم إلى طريق السعادتين الدنيوية والأخروية أحلوا حلاله وحرموا حرامه ولم يتسألوا عن المتشابه وعملوا بأوامره واجتنبوا نواهيه ولذلك دانت لهم الدنيا وانتشر الإسلام في ربوع العالمين في عهدهم وجابوا البلاد شرقا وغربا ينشرون الدين ويعلنون كلمة التوحيد فكان سبيلهم العمل وابتغاء مرضاة الله وترك الكلام فيما لا يجدى والتفوا حول الغاية التي وجههم القرآن إليها. وكانوا على منهج العقيدة الصحيحة الخالصة الصافية والسلوك العملي في تطبيق ما جاء به القرآن ضمانا لفلاحهم والتمسك بأخلاق القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة. ثالثا: دعوته للتقريب بين المذاهب([60]) من أهم جوانب منهج الشيخ شلتوت الإصلاحي: سعيه الدائب لتحقيق الوحدة الإسلامية والتقريب والتوفيق بين المسلمين جميعا على اختلاف مذاهبهم وديارهم. ومن أجل ذلك عمل على تقريب الخلاف بين المسلمين في الفكر أو الجنسية أو المذاهب أو الطائفية. وأبعاد أسباب الخلافات والتنازع بينهم.