أليس من حقي أن أحصي ما لديه من ثراء، فلعله اختص بشيء من تراث أبي؟! أقول: اختص، ولا أقول: استأثر، لأنني أراه يدعوني لمشاركته ما بيديه. وأخي، أليس من حقه أن يطّلع على ما بيدي؟! لئن كان هذا الأعراض عن زهد، فإن الزهد هنا مما يضحك، وإن كان عن قطيعة فإن القطعية هنا مما تبكي. وإذا لم يكن محيص عن القول في أخي، وإذا لم يكن بد من الخصام، أفليس من واجب العلم أن أطلع على القول الذي أنقد، فأنقل بأمانة، ثم أخاصم على علم؟! * * * أخي: آن لنا أن ننظر ببصر يخرق الحجب، وببصيرة تمزق الغشاوات وبصبر يتحدى المعوقات. آن لنا أن نستيقن أن حجباً فارقت بيننا في الصورة لا تقوى على أن تباعد ما بيننا في الجوهر، ولا تشجع أن تخالف ما بيننا في الروح، لا تملك شيئاً من ذلك ولن تملكه أبداً ما دامت ضالتنا الهدى، وما دام قائدنا الرسول الكريم، ورائدنا القرآن العظيم. وقضية السنّة والشيعة - كما قلتم - قضية إيمان وعلم معاً، وإذا كانت كذلك فمن أولى بحلّها من العالم المؤمن؟ من أولى بحلّها من العالم المؤمن إذا كان يستطيع أن يقول ويستطيع أن يعمل؟ وقد بدأتم الشوط، وكانت خطوتكم موفقة مبرورة، يباركها اللّه ويباركها العلماء المؤمنون.