وكان الإمام السيد حسين البروجردي الزعيم والمرجع الديني المعروف من دعاة التقريب، وممن ساهم في تشييد صروح التقريب، وكان بينه وبين الإمام الشيخ محمود شلتوت شيخ جامع الأزهر (رض) مراسلات وتعاون في أمر التقريب. رحم الله الماضين منهم، وحفظ الله لنا الباقين. 2ـ في مجال الدراسات الفقهية: لأن فقهاء مدرسة أهل البيت (ع) لم يغلقوا باب الاجتهاد قط، واستمرت حركة الاجتهاد في حلقات متصلة، متواصلة في مدرسة أهل البيت (ع) … هيأت هذه الحركة فرصاً جيدة لتكامل ونضج وتطور الآليات الفقهية للاجتهاد في هذه المدرسة. الآليات الفقهية للاجتهاد في هذه المدرسة وظهر خلال هذه الفترة فقهاء كبار أحدثوا تغييرات واسعة في منهج الاجتهاد وتطويره، وظهرت مدارس فقهية جديدة، مكّنت الفقهاء من ممارسة الاجتهاد بدرجة عالية من الكفاءة والدقة، والفرز الدقيق لموارد استخدام الأدلة والحجج. وفيما يلي نشير إلى بعض هذه النقاط بصورة إجمالية، ونترك البحث التفصيلي والفنّي عنها إلى مواضعها: 1ـ الموازنة بين العقل والنقل: (النص) هو المصدر الأساسي للاجتهاد بلا شك، سواء كان النص من الكتاب، أم من السنّة. غير أن نصوص السنّة لابدّ ان تناقش من حيث السند بصورة دقيقة؛ لتمييز الصحيح منها عن غير الصحيح. والفقيه يتعامل مع النص من منطلق الحجية والتعبّد، ولا يصح له أن يتجاوز النص، أو يطوّع النص لرأيه، أو يحمل على غير معناه الصريح، إذا كان نصاً في معناه، أو غير معناه الظاهر، إن كانت الآية أو الرواية ظاهرة في معناها.