الدعوة إلى التقريب ومن اهتمامات فقهاء الشيعة الدعوة إلى وحدة المسلمين، وملء الفجوات التي أحدثها أعداء الإسلام فيما بين المسلمين، والعمل الجاد لتوحيد الرأي والموقف السياسي، في كل القضايا الأساسية التي تهم العالم الإسلامي، وإزالة الحدّة والتشنج من الخلافات التاريخية والعقائدية والفقهية بين المسلمين، و ليس معنى التقريب أن يتحول السني إلى الشيعي ولا العكس، ولكن معنى التقريب إزالة التشنج والحدّة من هذه الخلافات أولاً، وطرح المسائل العلمية التي يختلف فيها المسلمون، في ضوء البحث العلمي الموضوعي النزيه ثانياً، كما يتفاهم فقهاء طائفة واحدة فيما بينهم، والبحث عن المفاهيم والتصورات والأحكام والقواعد والأصول الفقهية والأحاديث المشتركة، لتكون قاعدة للتلاقي بين المسلمين، ثالثاً ورابعاً: السعي الجاد لتوحيد الموقف السياسي في القضايا الإسلامية الأساسية مثل قضية فلسطين وأفغانستان والعراق وسائر مصائب المسلمين. وقد أثّرت الأعمال الكبيرة التي نهض بها فقهاء أهل البيت (ع) في إيجاد أرضية واسعة وخصبة للوحدة الإسلامية. فمن الناحية العلمية دوّن علماء الشيعة مدونات واسعة في الحديث المشترك، والأسانيد الروائية المشتركة بين الشيعة والسنة، والتفسير المقارن والحديث المتفق عليه، والفقه المقارن بين الشيعة والسنة، والأصول المقارن، والقواعد الفقهية المقارنة. كما كتب السيد عبد الحسين شرف الدين (رض) كتاباً في تحديد عنوان (الإسلام)، وحرمات المسلمين التي لا يجوز انتهاكها بحال. واسم الكتاب (الفصول المهمة في تأليف الأُمة)، وهو كتاب قيّم يحسن بكل دعاة التقريب قراءة هذا الكتاب، الذي استقى المؤلف مفاهيمه من الكتاب الكريم، وما صحّ من السنة الشريفة عند الشيعة وأهل السنّة. كما كان للإمام كاشف الغطاء جولات واسعة في سبيل توحيد كلمة المسلمين، ومؤلفات وخطب ومقالات كثيرة.