والحديث عن الإمام الحكيم حديث واسع لا يسعه هذا المجال من البحث، ولكن لابد أن أشير إلى عدة ملاحظات في حياته: الأولى: انّ ولادته كانت سنة 1306 هـ وفقد والده عملياً بعد ثلاث سنوات من ولادته، حيث كان قد هاجر إلى لبنان للقيام بواجباته هناك، ثم توفاه الله بعد ذلك بقليل، وكان عمر السيد الحكيم حينها ست سنوات، فبدأ حياته عصامياً. الثانية: انه كان قد شارك في حرب الجهاد ضد الغزو الانجليزي في سن السابعة والعشرين تقريباً، حيث كان الأمين المساعد لقائد الجبهة الشعبية في (الشعبية) آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي الذي كان زميلاً لوالده وكان له حق الرعاية والتربية الروحية، وبذلك بدأ حياته العملية في هذه الظروف الصعبة ظروف الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة والخلافة الإسلامية ووقوع العالم الإسلامي تحت السيطرة العسكرية للأجانب. وكانت مساهمته هذه لها دور خاص في فهمه السياسي والاجتماعي والتقريبي، حيث كان المجاهدون يقاتلون ومن جميع المذاهب والأعراق طوعاً جنباً إلى جنب دفاعاً عن الإسلام والقيم الإسلامية. الثالثة: وقد ركّز في عمله العلمي بصورة أساسية على: 1- الفقه والأصول، وكان حصيلة ذلك كتابه العلمي الفريد الذي كان ولازال محط أنظار العلماء والباحثين في الحوزات العلمية، وهو كتاب (مستمسك العروة الوثقى) وإلى جانبه كتابه في الأصول (حقائق الأصول). 2- وقد اعتمد في منهجه الفقهي على المنهج التقريبي في الفتيا، فكانت له فتاوى في الحج في أجزاء الحج بحكم الهلال للقاضي حتى لو كان مخالفاً، وكذلك فتوى أجزاء صلاة الجماعة مع أئمة الجماعة العامين، وطهارة أهل الكتاب، وأجزاء دفع الزكاة للحكومات الإسلامية حتى لو كان الحاكم من غير