بأنّ هناك عدداً كبيراً من الأحاديث الموجودة في كتب جمهور المسلمين هي أحاديث معتبرة ويمكن التثبت من اعتبارها من خلال تجميع مضامينها وأسانيدها، وهذه حقيقة يعترف بها الفقه الشيعي بصورة عامة بما يعبّر عنه فيه من الأحاديث (النبوية) التي لا يوجد فيها سند معتبر خاص ولكنها تم تداولها في جميع العصور حتى أصبحت متواترة أو موثوقة الصدور. 4- تأكيده للمنهج التقريبي في الاستنباط من خلال فكرة انّ الكثير من التفاصيل التي وردت في الأحاديث الخاصة بطريق أهل البيت(ع) إنما جاءت لتوضيح أو تكميل أو ملء الفراغات الفقهية التي كانت موجودة في الوسط العلمي الإسلامي، وبذلك يشكل معرفة الفقه العام وفهمه قرينة مهمة في فهم هذه الأحاديث واستنباط الحكم الشرعي منها. وقد كانت لجهود آية الله العظمى السيد البروجردي العلمية والمنهجية وإسناده ورعايته لفكرة تأسيس دار التقريب (التي قادها العلاّمة الشيخ محمد تقي القمي والثلّة الطيبة من رفاقه ومنهم شيخ الأزهر الشريف الفقيد الشيخ شلتوت) الدور الكبير في تأسيس هذا المنهج الإسلامي الأصيل وما أنتجه من ثمرات علمية وفكرية ومناخ روحي ونفسي، حيث توج ذلك كلّه بصدور الفتوى لشيخ الأزهر الشريف الشيخ شلتوت بصحة التعبُّد بمذهب الإمامية الاثني عشرية. ولاشك بحسب نظري ونظر الكثير من المراقبين بوجود عوامل أخرى هيئت المناخ لصدور هذه الفتوى، وهي عوامل تستحق الإشارة إليها – كما سوف أصنع – ولكنها لا تقلل مطلقاً من أهمية هذه الجهود ودورها في هذه الثمرة الطيبة، ولا تسيء إليها باتهامها بأنها فتوى سياسية – كما يحاول البعض أن يصنع ذلك – فانه يكفينا ما أكده الفقيد الغالي فضيلة الشيخ شلتوت من اخلاصه