والحوزة العلمية والتدريس، ورجع إليه غالبية الشيعة في إيران والباكستان والهند وأفريقيا والكويت ، وبعض الشيعة في مناطق أخرى. ولاشك بأنّ الشيعة في إيران يمثلون من حيث الكم والكيف الثقل الأهم في الشيعة الإمامية في وقت كانت حوزة النجف الأشرف في العراق لازالت تضم الثقل الكبير في الجانب العلمي والكمي، ولكن هذا الثقل يمثل الجانب الإيراني فيه الجانب الأهم أيضاً. وقد ركّز (قدس الله سرّه الشريف) في حركته المرجعية على بناء المؤسسات العلمية كالمدارس والمساجد والحوزات العلمية وعلى نشر الكتب التراثية، وعلى نشر وتأليف الموسوعات الحديثية والرجالية. ويمكن أن نلاحظ في عمله التقريبي الأبعاد التالية: 1- نشر كتب الفقه والتفسير المقارن مثل كتاب (التبيان) للشيخ الطوسي الذي يعتبر الأصل لكتاب (مجمع البيان) وحلقة الوصل بين التفسير الشيعي والتفسير السني الروائي المتمثل بجامع البيان للطبري، حيث أخذ منه واعتمد عليه بصورة أساسية. وكذلك نشر كتاب الخلاف للشيخ الطوسي نفسه الذي كان ولا يزال يعتبر من كتب الفقه المقارن. وبذلك يكون السيد البروجردي قد أحيا مرة أخرى المنهج التقريبي الذي بدأه الرعيل الأول. 2- التأكيد على عنصر المشتركات في الفقه والتراث بين المسلمين، ومن هذا المنطلق كان تأييده لفكرة دار التقريب وإسنادها واهتمامه بالتركيز على حديث الثقلين أكثر من التركيز على موضوع الإمامة والعقائد الأخرى الخلافية. 3- تأكيده للمنهج التقريبي في أخذ الحديث وفهمه، وذلك من خلال ما كان يصفه الرعيل الأول من مراجعة مصادر الحديث لدى السنة والشيعة، إيماناً منه