محمد بن سعد أو الشهيد الأول والثاني، بل نجد أوصاف مثل (فقيه الرافضة ومتكلمهم) يطلقها عليه بعض علماء السنّة كما يقول عنه ابن النديم وإسماعيل باشا البغدادي بأنه كان من (أكابر الإمامية). كما أنّ مؤلفاته العديدة التي يسردها الشيخ النجاشي والشيخ الطوسي تدل بصورة واضحة على غزارة علمه وسعة اطلاعه وتنوع العلوم التي خاض البحث فيها والعلاقات الواسعة التي كانت لديه بالأوساط الشعبية والرسمية. ولكن مع ذلك كلّه نواجه في شخصيته قضيتين مهمتين تثير الجدل والغموض والنقاش حوله، وتؤدي إلى اتخاذ بعض المواقف السلبية الحادة تجاهه في عصره وبعده: القضية الأولى: هو ما ينسب إليه من اعتماده على القياس كدليل من أدلة استنباط الأحكام الشرعية، وهو مما لم تقل به الإمامية الاثنا عشرية. القضية الثانية: نسبة القول باعتماد الرأي والظن في استنباط الحكم الشرعي، بل نسبة اعتقاده بأنّ بعض ما صدر عن أئمة أهل البيت(ع) إنما هو من باب الرأي والاجتهاد. وبالرغم من كل ذلك لا نجد إلا القليل جداً ممن ينتقص من شخصيته بسبب ذلك، وإنما يحاول بعض العلماء أن يشكك في هذه النسبة أو يجد التفسير لها أو التبرير. ومع قطع النظر عن هذه الأبعاد من البحث التي لا نرى لها مجالاً للحديث هنا، يمكن أن نلاحظ في شخصيته الملاحظات التالية: الأولى: انه يعتبر من كبار المراجع والعلماء في عصره. الثانية: ان ابن الجنيد يعتبر أحد المؤسسين المهمين للمنهج الاجتهادي السائد الآن، وانه تمكن من أن يحقق تطوراً وانتقالاً في منهج الاستنباط لدى الشيعة