المذهبية والعلمية والسياسية التي اتبعوها في البلاد، وسياسة الموازنة في الانتماء المذهبي بالرغم من تشيّعهم لأئمة أهل البيت(ع). وقد أدّت هذه الحرية السياسية والمذهبية من ناحية وسياسة الموازنة من ناحية أخرى إلى حدوث صراعات وفتن في الشارع الشعبي بين المتعصبين من أبناء المذاهب الذين كانوا يحاولون أن يعبّروا عن آرائهم وشعائرهم ومراسيمهم المذهبية، بحيث أدى إلى وقوع صدامات مادية تتّسم بالقسوة والوحشية أحياناً. ومع قطع النظر عن التحليل السياسي لخلفية قرار آل بويه بإتباع هذه السياسة وعدم انتهاجهم السياسة المتبعة في ذلك الوقت من فرض الرأي والموقف بقوة السلاح بعد أن كانوا هم المنتصرين، وكانت الأوضاع السياسية في إيران ومصر وسوريا أوضاعاً تلتزم بهذا المنهج السياسي، حيث كانت دولة الفاطميين في مصر والحمدانيين في سوريا وآل بويه في إيران ومنها امتدوا إلى مراكز الخلافة الإسلامية، وهل أن ذلك يعبّر عن الخلفية الفكرية لمذهب أهل البيت(ع) التي انعكست على آل بويه، أو أنّ ذلك بسبب الإحساس بالضعف والخوف من وجود حركة شعبية مضادة تطيح بنفوذهم الجديد، فحاولوا أن يجمعوا بين المصالح السياسية من خلال هذه الموازنة، أو غير ذلك من الأسباب، ولكن هذه السياسة كان لها آثارها العميقة على الأوضاع الفكرية والمذهبية في الوسط البغدادي الذي كان يعيش عصره الذهبي الثقافي والفكري في ذلك الوقت. ونلاحظ هنا ان ابن الجنيد قد حظي وحصل على شهادات قيّمة في حقه من كبار علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية، سواء في الوثائق أو المستوى العلمي والاجتماعي، وذلك من أمثال الشيخ النجاشي الرجالي المعروف، والعالم الكبير العلامة الحلي أو الألمعي المتميز السيد بحر العلوم وغيرهم من كبار علماء الرجال والتراجم أو الفقهاء المتبحرين مثال المحقق الحلي والسيد صفي الدين