الإمامية من منهج الحديث أو التقيد بنصوصه إلى منهج التفريع وتطبيق القواعد والتوفيق والجمع بين الأحاديث. الثالثة: انه كان يحظى أيضاً باحترام الأوساط الشيعية العامة. الرابعة: انه كانت له علاقة وطيدة بالدولة الحاكمة القوية وهي دولة آل بويه، والتي كانت تعيش ظروفاً استثنائية وتتبع فيها سياسة التوازن الطائفي والحرية السياسية والمذهبية. الخامسة: انّ ظهور شخصيته كانت في بداية الغيبة الكبرى للإمام المهدي(عج) التي أصبحت الحاجة فيها للرجوع إلى العلماء في تفاصيل الأحكام الشرعية أمراً ملحاً. وهذه الأمور الخمسة بمجموعها يمكن أن تقدم لنا تفسيراً علمياً موضوعياً عن شخصيته التقريبية والتي تتمثل بالأبعاد التالية: أ- الإفتاء العام لجميع المذاهب الإسلامية من موقع المسؤولية الشرعية والأخلاقية التي كان يفرضها الوضع السياسي والاجتماعي له والفراغ العلمي. ب – العمل على تقريب وجهات النظر وتخفيف حدّة الصراع المذهبي بين المسلمين من خلال تقديم الحكم الشرعي مدعوماً بالأدلة التي يعتمد عليها جميع المسلمين، ومنها دليل القياس أو الظن لاسيما وانّ الأحناف كانوا يمثلون القاعدة الكبيرة بين المسلمين في بغداد ذلك الوقت. ج – اتباع المنهج الجديد في الاستنباط، وهو منهج التفريع والتطبيق للقواعد، والذي كان قريباً من منهج جمهور المسلمين في التفريع والتطبيق وأصبح بعد ذلك هو المنهج السائد بين الإمامية أيضا – كان ذلك سبباً لإثارة النقد والتجريح في حقه، وقد توقف هذا النقد بعد أن أصبح هذا المنهج هو المنهج المعروف. يقول أحد العلماء في حقّه بلحاظ هذا المنهج ممن كان قد اطلع على أحد كتبه العلمية المعروفة والمفقودة في الوقت الحاضر (وقع إليَّ من هذا الكتاب –