الرابع: قبول فكرة الحوار العلمي سواء على مستوى العقائد أو الفقه والممارسة له عملياً، حيث ينص المؤرخون على انه قد جرت بينه وبين علماء العامة في مجلس ركن الدولة الحسن بن أبي شجاع خمس مناظرات([5]) . 2- ابن الجنيد الاسكافي البغدادي: ويمثل ابن الجنيد الاسكافي مثالاً آخر للمرجعية الدينية الصالحة، ولكنه مثال يحيطه شيء من الغموض والالتباس، وقد يكون ذلك للأسباب التي سوف نشير إليها. ويبدو ان ابن الجنيد من حيث الولادة والوفاة متقدم على الشيخ الصدوق بعقد من الزمن أو يزيد قليلا، حيث لم تثبّت ولادته ووفاته بصورة دقيقة. ولكن ولادته كانت في النهروان قرب بغداد، فهو من أبناء المدرسة البغدادية، حيث انّ هذه المنطقة كانت تخرج أعداد المعلمين والكتاب والمحدثين، كما يذكر ذلك بعض المؤرخين([6]) . وإذا أخذنا بنظر الاعتبار ان ولادته ونشأته العلمية الأولى كانت في عصر الغيبة الصغرى وفي زمن نيابة النائب الثالث الحسين بن روح النوبختي، وقد كان مقره في بغداد، فانّ ابن الجنيد يكون بطبيعة الحال قريباً من المنبع الرئيسي الذي يرجع إليه أتباع أهل البيت(ع) في قضاياهم الدينية. وقد عاش ابن الجنيد في سن الرشد العلمي والفقهي ظروفاً سياسية جديدة شهدتها بغداد عند دخول آل بويه إليها وتسلـُّمهم للسلطة فيها وسياسة الحرية