أما بخصوص مسألة تعميق الإيجابيات في الأمة فنلاحظ ما يأتي: 1ـ ركز على تطوير وجود المرجعية، وتجذيرها في الأمة من خلال أداء دورها العملي والحقيقي الكامل. 2 ـ ركز على نشر مفاهيم الإسلام وأحكامه في أوساط الجماهير الإسلاميّة، وتوضيح المواقف من الأحداث الجارية في الساحة باعتباره متصدياً للمرجعية آنئذ. 3 ـ التركيز على الجانب العملي والابتعاد عن إثارة الشعارات المجردة والأفكار النظرية، لذا نجد أن بعض ممارساته قد وصلت إلى مرحلة الصراع المسلح والسياسي، وذلك من خلال مشاركته في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الدولة العثمانية آنذاك ضد الدول المستعمرة والكافرة: كبريطانيا، وكذلك شارك في ثورة النجف ضد القوات البريطانية، بالإضافة إلى تأييده لحركة ما يس عام (1941 م) ضد الإنجليز. 4 ـ الملاحظ في حياته رحمه الله سعة تحركه السياسي خارج العراق بشكل هادف، حيث قام بزيارة مختلف البلدان الإسلاميّة باتجاه تعميق الأهداف الإسلاميّة؛ وذلك لشعوره بأن العالم الإسلامي وحدة متصلة متداخلة ن وموقعه القيادي لا يعرف الحدود التي صنعها الاستعمار، فقام بزيارة المراكز المهمة والحساسة في الصراع السياسي، وكانت زياراته من أوليات اهتماماته رحمه الله. فقد زار كلا من: الجزيرة العربية، وبلاد الشام ـ سوريا ولبنا وفلسطين ـ، ومصر، وإيران، وباكستان، واتصل بأهل الحل والعقد، ورفض رحمه الله النظرية القائلة بضرورة ابتعاد رجل الدين عن السياسة، ولعل أول باب فتحه خارج النجف الأشرف كان عن طريق المراسلات التي جرت بينه وبين أمين الريحاني ([209]).