5 ـ اهتم الإمام المجاهد بأسلوب الكتابة والتأليف، حيث نهج فيه نهجاً يختلف عما تعارف عليه العلماء الّذين سبقوه، فلم يقتصر في كتاباته على البحوث الفقهية، والأصولية، بل توجه في تحركاته ونشاطاته العلمية والفكرية، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأدبية إلى معالجة قضايا الأمة المعاصرة. موقفه من حركة التبشير: لقد حذر الشيخ المجاهد من خطر التبشير على الأمة الإسلاميّة، وله كتاب قيم بهذا الصدد موسوم بـ»التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح« يرد به رداً علمياً دقيقاً وشاملاً على المبشرين، وكان يفتتح خطاب التحذير بجمل من قبيل ([210]): (أيها المسلم، إذا وسوس لك المبشر بأباطيله، ودعاك إلى الإيمان بأناجيله، ودفع لك المنشورات والجزوات من أضاليله فارمها تحت قدميك، وقل له: أتدعوني إلى الإيمان بالكتب المشحونة بالأكاذيب..) ([211]). ولم يقصد الإمام التهجم على المسيحيين، فهو يحترمهم بحكم احترام الإسلام لأهل الكتاب، ولكنه الدفاع عن النفس والواجب الشرعي. دعوته إلى الاتحاد بين الدول الإسلاميّة، والى اتحاد المذاهب الإسلاميّة فيما بينها: وكما يحذر الشيخ كاشف الغطاء الدول الإسلاميّة من توقيع المعاهدات مع الدول الاستعمارية والدخول في أحلاف معها فإنه في الوقت نفسه يؤكد على أن سمو الأمة الإسلاميّة ورفعتها هو في وحدتها، وبهذا الصدد يقول: (ولو أن هذه الشعوب والممالك أخلصت لله نيتها، وأحكمت وحدتها ، ووحدت كلمتها ،