على عصره(صلى الله عليه وآله)وفيها الناسخ والمنسوخ، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، ثم إن المشكلة تتعقد بعده(صلى الله عليه وآله) عند كثرة الفتوح وانتشار الوضع. يقول (رحمه الله) »وما دمنا نعلم أن السنة لم تدون على عهد الرسول(صلى الله عليه وآله) وأن النبي(صلى الله عليه وآله) منزه عن التفريط برسالته، فلابد أن نفترض جعل مرجع تحدد لديه السنة بكل خصائصها، وبهذا تتضح أهمية حديث الثقلين وقيمة إرجاع الأُمة إلى أهل البيت(عليهم السلام) فيه لأخذ الأحكام عنهم كما تتضح أسرار تأكيده على الاقتداء بهم وجعلهم «سفن النجاة« تارة و»أماناً للأمة« أخرى و»باب حطة« ثالثة وهكذا[185]. ومما ينبغي ذكره هنا لتأكيد ما ذكره السيد الحكيم هو أن الرجوع إلى سنة أهل البيت(عليهم السلام) هو في الواقع رجوع إلى سنة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لأنهم تلامذة الرسول والمحكمون لشرعته وحديثهم حديثه، وحينئذ يتحول هذا الفارق الموهوم إلى جسر للتفاهم والرجوع إلى الواقع والتقارب بين المسلمين. ولا أدل على ذلك من سعة المساحة المشتركة بين الفقه الإمامي والفقه السني حتى تصل إلى أكثر من 90 بالمائة من الفقه بمجموعه، بل إن الروايات المشتركة بين الفريقين تشكل أروع صورة للتقارب بين المضامين، بحيث تصبح الروايات المختلفة قليلة الحجم وضعيفة الأثر، خصوصاً على الصعيد الفقهي، ولهذا مجال مطول من الحديث. خامساً: حول الأصول المختلف فيها.