تنهض على الوقوف أمام التواتر الموجب للقطع بأن هذا القرآن الذي بأيدينا هو القرآن الذي نزل على النبي(صلى الله عليه وآله) دون أن يزاد أو ينقص فيه. وهكذا يمضي في الاستدلال القوي القويم لينقل بعد ذلك أقوال العلماء كالشيخ الطوسي(رحمه الله) والسيد المرتضى مما يؤكد أنها شبهة لا غير. وهكذا نجده (رحمه الله) يبذل قصارى جهده وعلمه ليرفع عائقاً كبيراً أمام وحدة المسلمين وتقارب آرائهم وتحقيق التقارب بينها. رابعاً: سنة أهل البيت(عليهم السلام) وهذا الموضوع أيضاً يتصوره الكثيرون العائق الأكبر أمام تقارب المسلمين باعتبار أنه يعني إيجاد منبع آخر للشريعة في مقابل السنة النبوية وحينئذ فمن الطبيعي أن يؤدي اختلاف المنابع إلى اختلاف النتائج. إلا أن السيد الحكيم بمقتضى طول باعه يثبت العكس ويؤكد أن الايمان بسنة أهل البيت(عليهم السلام) يعني تحكيم السنة النبوية وتجليتها في المسير، مما يقلب الاستنتاج الآنف رأساً على عقب. فقبل كل شيء يشير إلى الحوار الذي تم بين المرحوم السيد شرف الدين والمرحوم الشيخ البشري، حيث تم دفع الدور المتصور والقائل بأن كلام الأئمة لا يشكل حجة على غيرهم إلا إذا ثبتت حجيته وأنه من السنة وقد دفع هذه الشبهة بأن ثبوت كونهم من الرواة الموثوقين يرفع شبهة الدور. ثم راح يستدل على عصمتهم وحجية أقوالهم من الكتاب كما جاء في آية التطهير، ومن السنة كما جاء في حديث الثقلين، ويدفع كل الشبهات المطروحة بأقوى الحجج والبراهين بمالا مزيد عليه أحياناً. وينتهي إلى أن حجية سنة أهل البيت(عليهم السلام) إنما هو في الواقع تحكيم للسنة النبوية وتطبيق لأوامرها خصوصاً وأن السنة النبوية نفسها لم تجمع