وقد تمثل موقف الشهيد الصدر الداعم للثورة الإسلامية في عدة اتجاهات تصب كلها في مجرى واحد هو العمل على إقامة الحكم الإسلامي حتى لو كان في إيران وليس في العراق، فلقد كانت أمنية الصدر أن تقوم دولة إسلامية عادلة بقيادة مرجعية صالحة رشيدة موضوعية، وهو ما حدث في إيران فكان الشهيد الصدر أبرز من وقف موقف الذائب في الثورة الإسلامية في إيران والذائب في مرجعية الإمام الخميني الراحل كما سيتبين أثناء البحث. ويبرز موقف الشهيد الصدر من الثورة الإسلامية في إيران في اتجاهات ثلاثة: الأول: دعمه لمرجعية الإمام الخميني الثاني: دعمه لكفاح الشعب الإيراني المسلم الثالث: دور فكره في الثورة الإسلامية في إيران وسنعرض لكل واحد من هذه الاتجاهات مع التفاصيل الضرورية المتعلقة بكل منها. أولا: دعم الشهيد الصدر لمرجعية الإمام الخميني كانت تربط الإمام الخميني والشهيد الصدر رضوان الله عليهما علاقة قوية هي علاقة العالم بالعالم والثوري بالثوري والمجاهد بالمجاهد، فلم يكن خافيا موقف الإمام الخميني من الشاه ودوره الكبير في الجهاد ضد نظامه الفاسد، كما لم تكن مرجعيته الكبيرة بين المرجعيات الأخرى غائبة أو تستظل بظلالها، كذلك لم يكن الشهيد الصدر بعيداً عن نظر الإمام الخميني وإعجابه به بوصفه مفكرا إسلاميا لامعا وعبقريا من عباقرة العصر في كل ما كتب وأنتج من العلوم والمعارف، بل إن بينه وبين الشهيد مرتضى المطهري شبهاً كبيراً، وكان المطهري وهو أحد تلاميذ الإمام الخميني، وكان كابنه عبقرياً آخر من عباقرة هذا العصر علما ومعرفة وثورية وانقيادا مطلقا إلى الله تعالى حتى نال درجة الشهادة بعد انتصار الثورة بشهرين تقريبا، فكما كان الإمام الخميني