الخميني وحسن البنا ومحمد باقر الصدر وسيد قطب وقافلة الشهداء الطويلة الطويلة التي ما تزال تسقي هذا الدين بدمها الطهور. تضرب وجوه الظلمة بكلماتها ويضربها الطغاة بسيوفهم حتى يلتقي الطرفان بين يدي الله (ولا تحسبنّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتدّ إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء). الشهيد والثورة يمكن القول إن موقف السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه الداعم للثورة الإسلامية في إيران قبل وبعد انتصارها، والداعم للإمام الراحل السيد روح الله الخميني رضوان الله عليه سواء إبان وجوده في النجف الأشرف في العراق أو بعد مغادرته النجف وحتى انتصار الثورة الإسلامية... إن هذا الموقف الذي وقفه الشهيد الصدر هو أحد أكبر الأسباب التي أدت إلى استشهاده في ظروف غاية في الخطورة كان الإمام الصدر يقدّرها ويعرف مؤديات تفاصيلها تماماً، غير أن توطين نفسه للشهادة بإخلاص كبير وتسليم إلى الله تعالى وانقياد كلي إلى أوامره جل وعلا، وما وعد الشهداء من كرامة في الدنيا وفي الآخرة، هيأ عنده استعداداً منقطع النظير لتحدي السلطة بكل قوتها وعنفها ولمقاومة ترهيبها وترغيبها متخطياً الصعاب التي لا يتخطاها عادة الا من ذاب في الله ونذر نفسه في سبيله وعاش لأجل الإسلام ومبادئه وإقامة حكمه على الارض. وهو ما كان الشهيد الصدر يمثّله بحق، فنال الشهادة وأصبح دمه منذ استشهاده إدانة يومية للطغاة ومشعلاً يضيء درب الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة لا اله الا الله في الأرض.