تركة النبي(صلى الله عليه وآله) صدقة مشتركة بين المسلمين عامة للزمه الاستئذان منهم، وهب أن البالغين أجازوا ذلك فكيف بالأطفال والقاصرين ممن كانوا في ذلك الحين..؟«[123]. ثم تساءل بروح وجدانية وفقهية عن السبب الذي جعل »الخليفة لم ينتزع من نساء النبي بيوتهن ومساكنهن التي كنّ يسكنّ فيها في حياة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) فما عساه يكون سبب التفريق الذي أنتج انتزاع فدك من الزهراء وتخصيص حاصلاتها للمصالح العامة وإبقاء بيوت نساء النبي(صلى الله عليه وآله) لهن يتصرفن فيها كما يتصرف المالك في ماله؟ حتى تُستأذن عائشة في الدفن في حجرتها أكان الحكم بعدم التوريث مختصّاً ببضعة النبي (صلى الله عليه وآله) أو إن بيوت الزوجات كانت نحلة لهن؟! فلنا أن نستفهم عما أثبت ذلك عند الخليفة ولم تقم بينة عليه ولا ادعته واحدة منهن..«[124]. ثم ناقش صيغ حديث »إنا معاشر الأنبياء لا نورث« هل تدل على أن تركة النبي حقّاً لا تورث، أو إن له مداليل أخرى قدت دل عليه نقاط التخلخل والضعف فيه وتجعله غير قادر على المواجهة العلمية المعروفة لدى الفقهاء عند معالجاتهم للنصوص الروائية؟ أقول: ليس هدفنا عرض ما جاء في كتاب فدك في التاريخ بل الهدف هو أسلوب معالجة مشكلة من أهم المشاكل التاريخية والعقائدية علاجاً فقهياً ومنطقياً، محافظاً في ذلك على المستوى الأخلاقي الرفيع والأمانة التاريخية والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الأحقاد والعداوات[125].