شعاب نفسك فهي ملكك لا ينازعك فيها أحد، واستثن تفكيرك الذي به تعالج البحث فانه لم يعد ملكك بعد أن اضطلعت بمسؤولية التاريخ وأخذت على نفسك أن تكون أميناً ليأتي البحث مستوفياً لشروطه قائماً على أسس صحيحة من التفكير والاستنتاج«[120]. عالج الإمام الصدر قضية فدك من الجذور وما أحاط بها من ملابسات وتداخلات سياسية ومواقف قد تعتبر ثأرية، وهو لا يختلف من حيث النتيجة عما عُرف عن موقف أتباع مدرسة أهل البيت من أن فدك كانت نحلة للزهراء فاطمة(عليها السلام) وأنها انتزعت منها انتزاعاً. وقد ناقش فصول الموضوع جميعاً وأشبعها تحليلاً. فمثلاً حين يأتي إلى مناقشة حديث »إني سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يقول: انا معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضة ولا أرضاً ولا عقاراً ولا داراً لكنما نورث الايمان والحكمة والعلم والسنة«، أو »إنا لا نورث، ما تركناه صدقة« يناقش الموضوع بعيداً عن كل اثارة أو جرح للعواطف والمشاعر فيتساءل عن »مقدار تأكد الخليفة من صحة الحديث الذي رآه دالاً على نفي توريث التركة النبوية واطمئنانه إلى سماع ذلك من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وثباته عليه..«[121]، ولماذا »أظهر الخليفة الندم في ساعة وفاته على عدم تسليم فدك لفاطمة..«؟[122]. ويعزز هذه الرؤية بـ »أن أبا بكر أوصى أن يدفن إلى جوار رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)ولا يصح ذلك إلا إذا كان قد عدل عن اعتبار روايته مدركاً قانونياً في الموضوع واستأذن ابنته في ان يدفن فيما ورثته من أرض الحجرة - إذا كان للزوجة نصيب في الأرض وكان نصيب عائشة يسع ذلك - ولو كان يرى أن