المعروفة، وغير هؤلاء عديدون ممن يمثلون أدواراً مهمة في تاريخ المرجعية ويحظون باحترام خاص متميّز في أوساطها وأوساط أتباع أهل البيت(ع). وقد كانت أدوارهم في مجال التقريب والاحترام للرأي والاجتهاد والموقف المخالف تتراوح بين: الحوارات التي كانوا يعقدونها بصورة علمية مضبوطة محفوفة بالاحترام المتبادل، وتأليف كتب الفقه أو التفسير أو الحديث المقارن، أو الاستفادة والأخذ والعطاء من علماء المذاهب الأخرى أو الإفادة والعطاء لهم، أو الحماية والإسناد والمحافظة على وجودهم وتراثهم وجماعتهم، أو الإصلاح بين الحكام من المذاهب المتعددة عندما يختلفون لتجسيد الموقف الواحد أمام أعدائهم، أو في رعاية أمتهم الإسلامية، أو تحقيق الوحدة الإسلامية في أطار الموقف الواحد للأمة تجاه قضاياها المصيرية. ولاشك أنّ تناول هذا الموضوع التاريخي وإن كان موضوعاً هاماً ولكنه يحتاج إلى بحث واسع لا مجال له في مقالنا هذا، وإنما أحاول هنا أن أذكر بعض النماذج والأمثلة لتوضيح هذه الفكرة بمقدار ما يرتبط بموضوع مؤتمرنا القائم، من خلال تناول محورين للحديث: أحدهما: يتناول موضوع المرجعية الدينية عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية بصورة موجزة لعلاقته بهذا البحث حيث انه موضوع يمكنه أن يلقي بعض الضوء والوضوح على الموضوع الرئيس في مؤتمرنا وهو آية الله العظمى الإمام السيد البروجردي الذي كان من المراجع العظام في عصره، وشيخ الأزهر الإمام الشيخ محمود شلتوت الذي يمثل أهم منصب ديني لدى جمهور المسلمين في العصر الحاضر. ثانيهما: يتناول بعض النماذج والأمثلة للمراجع الدينيين الهامين التقريبيين من الرعيل الأول والعصر الحاضر لتصبح الفكرة واضحة نظرياً وعملياً.