المحور الأول – المرجعية الدينية([4]) من الممكن أن نكوّن تصوراً إجماليا عن المرجعية الدينية لدى الشيعة الإمامية الاثني عشرية من خلال دراسة الأبعاد التالية: الأول: الخلفية العقائدية (والاجتماعية السياسية) والفكرية الفقهية للمرجعية، حيث انّ المرجعية الدينية في بعدها العقائدي تنطلق من فكرة الإمامة لدى الإمامية الأثنى عشرية، وانّ المرجع يمثل بصورة عامة نائب الإمام الغائب الحي وإن كان يختلف المجتهدون في حدود صلاحيات المرجع ونسبتها إلى صلاحيات الإمام المعصوم نفسه. وبذلك يتبين انّ للمرجعية خلفية اجتماعية وسياسية أيضاً لأن الإمامة لها هذا الدور، فالمرجع له مستوى من الولاية العامة، كما انه في الوقت نفسه له حق القضاء وفصل الخصومات بين الناس، ويتحمل أيضاً بصورة أساسية مسؤولية الإرشاد والتربية والتزكية والقيادة للجماعة كما تتحملها الإمامة أيضاً. وللمرجعية دور آخر وهو دور الرجوع إليها والأخذ منها في فهم الإسلام وعقائده وأفكاره وكذلك الرجوع إليها في معرفة الأحكام والمواقف الشرعية وتفاصيل الشريعة الإسلامية وطريقة معالجتها للحوادث والمشاكل. ويلخص الحديث المروي عن الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (عج) المعروف اصطلاحاً بالتوقيع وهو قوله(ع) عند سؤاله عن الموقف في غيبته الكبرى عندما ينقطع حبل النيابة الخاصة بعد نوابه الأربعة (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).