وامتياز هؤلاء الأعلام بهذا الاهتمام بصورة واضحة قد يكون لأسباب عديدة ومختلفة تتعلق بأشخاصهم وظروفهم الخاصة أو ظروف المجتمع الإسلامي الذي كانوا يعيشون فيه، ولكن في الوقت نفسه يعبّر عن اتجاه فطري وعملي لدى الإمامية كلهم. فمن الرعيل الأول بعد الغيبة الصغرى نجد الشيخ محمد بن أحمد بن الجنيد الاسكافي البغدادي، والشيخ محمد بن علي بن الحسين المعروف بالصدوق، والشيخ محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد والسيد علي بن الحسين بن موسى المعروف بالشريف المرتضى والشيخ محمد بن الحسين المعروف بالشيخ الطوسي. وجاء بعدهم أعلام آخرون في القرون الأخرى مثل الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب كتاب التفسير المعروف بـ(مجمع البيان)، ومحمد بن الحسن نصير الدين الطوسي الذي كان له الفضل الكبير في المحافظة على العلم والعلماء من جميع المذاهب والتراث الإسلامي لجميع المذاهب الإسلامية في زمن الهجوم الوحشي الثاني للمغول على العالم الإسلامي بقيادة هولاكو. والحسن بن يوسف بن المطهر المعروف بالعلامة الحلّي الذي كان له دور كبير في احياء الفقه المقارن والحوار المذهبي العلمي، والشهيدان الأول والثاني اللبنانيان: محمد بن جمال الدين مكي العاملي وزين الدين الجبعي العاملي، اللذين ذهبا ضحية التآمر الطائفي لما كان يتمتعان به من روح الحوار والتقريب والتسامح المذهبي. والشيخ بهاء الدين محمد بن عبد الصمد العاملي المعروف بالشيخ البهائي والسيد مهدي بن صالح الطباطبائي المعروف بـ(بحر العلوم) والشيخ جعفر بن خضر الجناجي المعروف بـ(كاشف الغطاء) والسيد ميرزا حسن الشيرازي المعروف بالمجدد الشيرازي الكبير صاحب قضية تحريم التنباك