وبين العوامل المؤثرة على مصير الأمم والشعوب ومنها نفسية الأُمة، وعقيدتها وعلاقاتها مع بعضها وعلاقتها مع الله سبحانه، ثم دور الأفذاذ في الأُمة([76]). وأشار إلى نظرية (التحدي والاستجابة) التي سنبينها عند حديثنا عن نظرية توينبي ورأي أن التحدي يتمثل بالموت، وتطويع المادة. وذهب إلى ما ذهب إليه مالك بن نبي بشأن دور الإيمان في الإنتاج الحضاري([77]). والأستاذ مرتضى مطهري كانت له محاولة غير مكتملة في التفسير القرآني لحركة التاريخ دوّنها في كتابه (المجتمع والتاريخ) ركز فيه على رفض المادية التاريخية في تفسير التاريخ، ثم استعرض الروايات المختلفة في هذا المجال، وأكد أن أغلب هذه النظريات لا ترتبط بالجواب على المسألة الهامة التي هي في اعتقاده: سر تطور الحياة الاجتماعية للإنسان دون سائر الحيوانات، لأن الجواب على هذا السؤال يكشف عن العامل المحرك لتطور الحياة الاجتماعية، وعن الغاية التي تتجه إليها المسيرة البشرية([78]). ثم تبسط في طرح رأي القرآن في حركة التاريخ وقال إنها (تتجه نحو انتصار الإيمان على الإلحاد وانتصار التقوى على الفجور، وانتصار الصلاح على الفساد، وانتصار العمل الصالح على العمل الطالح) والواقع ان الشيخ مطهري كان مدفوعاً في هذا الكتاب بالرد على الأفكار والتصورات الخاطئة التي سادت المجتمع الإيراني على أثر انتشار الفكر الماركسي.