(حب الذات) ويرى أن هذه الغريزة أصل كل الغرائز الأخرى بما في ذلك غريزة المعيشة. وحب الذات يكمن وراء الحياة الإنسانية كلها ويوجهها بأصابعه. ويعبر السيد عن هذه الغريزة أيضا بحب اللذة وبغض الألم. وبها يفسر كل سلوك الإنسان لا في مجال الأنانية فحسب، بل في مجال الإيثار أيضاً([71]). وهذه الوقفة هامة رغم أنها سريعة وعابرة، لأنها تفسر كل آراء مفكرنا في سبب المآسي التي تعيشها البشرية في ظل الأنظمة المادية، وفي قدرة (الدين) على حل مشكلة البشرية على مر التاريخ. وكل ما تناوله في كتاب (فلسفتنا) إنما استهدف إبطال النظرية المادية فلسفياً، أي مبدئياً، ليكون مقدمة لبيان بطلان الأنظمة القائمة على أساس هذا المبدأ المادي، وعدم قدرتها على حل المشكلة البشرية المتمثلة في إقامة المجتمع السعيد. 2- كتاب (اقتصادنا) خ وفيه عرض واسع لأشهر نظرية لفلسفة التاريخ وهي (المادية التاريخية) وردّ أدلتها الفلسفية والسيكولوجية والعلمية، ودراسة الرأسمالية وأركانها الأساسية، والخروج بنتيجة هي عدم قدرة هاتين المدرستين على حل المشكلة الإنسانية، لأن طريقة معالجتها لغريزة حب الذات تتجه نحو تركيز التناقضات والصراعات على الساحة البشرية لأحلها. وكل منهما يشكل دفعة حركية على الطريق، لكنها تمنى بالتناقضات وتسفر عن مآسِ. فالماركسية تتبنى تفجير الدوافع الذاتية في الطبقة المسحوقة وتدفعها إلى انفجار ثوري، قد يحقق شوطاً من العدالة الاجتماعية، لكنه يبقى يواجه مشكلة حب الذات التي تعمل على إفشال تجربة هذا الشوط من الطريق. والرأسمالية تتبنى التركيز على الدوافع الذاتية لدى الطبقة المرفهة، وتحقق بذلك تقدماً على الطريق، لكنه تقدم مقرون بظلم وحيف واستغلال وامتصاص دماء.ويخرج من