الإسلامية في عصره. ودخول نابليون ألمانيا دفع بهيغل أن يضع نظرية في فلسفة التاريخ، كما أن الحرب العالمية الأولى أفرزت نظريات عديدة في هذا المجال أشهرها نظريات (شبلنجر) و(تونبي). والتفسير الماركسي للتاريخ كان وليد سيطرة رأس المال على مقدرات الشعوب. ولعل تفاقم الأزمات في العالم الإسلامي واشتداد صراع الأمواج الفكري الوافدة فيه، وانحدار عزة الإنسان المسلم وتصاعد ظاهرة البطش والإرهاب فيه دفعت السيد الصدر إلى التفكير في حركة التاريخ وسنن هذه الحركة ، ومحاولة استنباط النظرية القرآنية لمسيرة البشرية. إن الظروف السياسية والاجتماعية التي أحاطت بهذا المفكر الكبير دفعته التأسيسي التنظيري، ولكن يمكن العثور على الخطوط العامة لكثير من الافكار التأسيسية المتناثرة في أبحاثه، وفيها نظريته التي حاول أن يستقيها من القرآن في حركة التاريخ، ونحن اليوم بحاجة ماسة للتفكير عميقاً بموقع أمتنا على ساحة التاريخ وبمستقبلها، في ظروف التحديات الدولية الجديدة التي فرضتها ظروف انفراد الهيمنة الدولية والعولمة والغطرسة الصهيونية. وقفات السيد الصدر في فلسفة التاريخ: لمفكرنا الكبير اهتمام كبير بالواقع الاجتماعي وحركة المجتمع، ومستقبل الأُمة الإسلامية ، هذا الاهتمام نجده في كل مؤلفاته ولذلك يتعرض بإشارة عابرة في كثير من كتاباته لمسيرة المجتمع التاريخية، أكتفي منها بوقفات ثلاث: 1- كتاب (فلسفتنا): في هذا الكتاب يطرح السيد الصدر بشكل عابر رأيه في العامل الغريزي لحركة الإنسان والجماعة الإنسانية على ظهر الأرض وهو