وقد أشار ([66]) قدس سره إلى ذلك، ودعا إلى هذا اللون من الدراسة التي تنفتح على الآخرين، وتفيد من نظراتهم وبحوثهم واجتهاداتهم، بل ذهب في هذا المجال إلى ما هو أعم عندما أسس مقولة حيوية قائلاً: «إنّ أي موقف للشريعة الإسلامية يحتوي على أكثر من اجتهاد، يعتبر نطاق البدائل المتعددة من الاجتهاد المشروع دستورياً، ويظل اختيار البديل المعين من هذه البدائل موكولاً إلى السلطة التشريعية التي تمارسها الأُمة على ضوء المصلحة العامة..» ([67]). إنّ هذه المقولة التأسيسية تعد بحق خطوة كبيرة جداً في مسيرة وحدة الأُمة وفي المشروع التقريبي، إذ هو قدس سره يرى عدم حصر موقف الشريعة في نطاق اجتهاد معين في مثل هذه المواضيع الأساسية في حياة الأُمة، وأن الاجتهادات تعتبر مشروعة دستورياً، والسلطة التشريعية هي التي تختار (الاجتهاد المعين على أساس من مصلحة الأُمة ككل. ثالثاً: المشاريع الواعدة وأهميتها في التقريب والوحدة. لقد نهض الإمام الشهيد قدس سره بأعباء ومسؤوليات جسام، وأسهم في وضع اللبنات الأساسية لمشاريع عديدة، بل وقدم أطروحة بناءة في أكثر من مجال، تصب كلها في هدف حيوي، هو توحيد الأُمة في إطار كيان متميز لا يستعير من الآخرين ولا يقلدهم، بل له أصالته وشخصيته الحضارية. وقد أعطى كلّ وقته من أجل إنجاز جملة من تلك المشاريع، وكان في تقديره قدس سره أن ينجز مشاريع أخرى بدأ يوضع لبناتها الأساسية، وهي