والشيعي على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً، وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً، ولم أعش بفكري وكياني إلاّ للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع« ([57]). إنّ أهمية حركة الأُمة ككل لا تكمن أهميتها فيما ذكرناه فحسب، بل هي في منظور الإمام الشهيد شرط أساسي لأنجاح أي تنمية وأي معركة شاملة ضد التخلف، لأن حركتها تعبير عن نموها ونمو إرادتها وانطلاق مواهبها الداخلية. وحيث لا تنمو الأُمة لا يمكن أن تمارس عملية تنمية، فالتنمية للثروة الخارجية والنمو للأمة يجب أن يسيرا في خط واحد ([58]). ولم يكتف الإمام الشهيد بالدعوة إلى زج الأُمة في عمل جهادي ضد قوى الاستكبار العالمي، وما يكون لذلك من أثر مباشر ومهم في تقارب وتآلف واتحاد طوائف الأُمة، بل وجدنا السيد الشهيد الصدر قدس سره يتجه إلى تأسيس حركة إسلامية تتبنى الإسلام عقيدة ونظام حياة، وتستند في برنامج عملها إلى قواعد الشريعة ومبادئها، التي هي محل إيمان جميع المسلمين، وتقر مبدأ رجوع كلّ مكلف إلى من يراه أهلاً للتقليد، ويتسع صدرها إلى احتضان جميع المسلمين لزجهم في حركة الجهاد المقدس. ومن هنا واستناداً إلى هذه الأطروحة، والى التربية الجهادية والروحية التي قام بها الإمام الشهيد الصدر قدس سره في أوساط هذه الحركة الإسلامية المباركة لا تجد في أدبياتها ونشراتها، كما لا نجد في مواقفها أثراً للون المذهبي والخصوصية المذهبية)، بل نجد الانطلاق من أفق الإسلام الأرحب فكراً وسلوكاً ومواقف([59]).